ماذا فعلتم لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية؟

6 أبريل 2023
ماذا فعلتم لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية؟


شكلت الخلوة الروحية التي دعا اليها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بيت عنيا – حريصا، خرقا للجمود في الملف الرئاسي، وعامل حض للنواب للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بعد ان تضمنت عظته مواقف عالية السقف في وجه النواب وتحميلهم مسؤولية فشلهم في انتخاب رئيس للجمهورية عبر مخاطبتهم بلهجة صارمة «ماذا فعلتم لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية واحياء مؤسسات الدولة بعد ٥ اشهر من الفراغ». وتابع الراعي «السياسة التي تمارس بطريقة خاطئة تسحق الفقراء وتستغل الارض، لا تعرف كيف تحاور» وخاطب النواب ايضا «اسألوا انفسكم، بماذا جعلتم الشعب يتقدم، اي روابط حقيقية بنيتم»؟

وكتبت” النهار”: لم تتجاوز الخلوة الروحية النيابية المسيحية التي عقدت امس في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاطار الذي رسم لها اذ خلت واقعيا من أي مداولات في السياسة واقتصرت النقاشات التي شارك فيها 53 نائبا وراء طاولة مستطيلة على الشق الروحي المسيحي وعلى القيم التي تدعو اليها الكنيسة، والتي يجب ان تحكم عملَ المعنيين بالشأن العام، لناحية المحبة والخدمة والحوار والتواصل.
وفي الاطار العلني لم يكن بعد الخلوة وخلال القداس سوى عظة البطريرك الراعي التي ضمنها القليل من الابعاد السياسية ولم تخلُ من بعض الادانة غير المباشرة للنواب. وقد شدد البطريرك الراعي على ان “السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالاخرين فتسحق الفقراء وتستغل الارض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور”. وأضاف “يقول البابا فرنسيس أن “السياسة التي تسعى لخلق مساحة شخصية وفئوية هي سيئة أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة وفق مسألة تتوّج بالوقت يتغلّب على المساحة”. على ضوء هذين الوجهين وفي ختام هذه الخلوة الروحيّة، فليطرح كلّ واحد منا، بل كل سياسيّ صالح هذه الأسئلة على نفسه.
وكشف مصدر كنسي لـ”نداء الوطن” أن الملف الرئاسي غاب كليّاً عن مداولات النوّاب في أوقات الاستراحة، فيما علم أنّ خلوة جمعت الراعي برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. ولفت المرجع إلى أنّ البطريرك الراعي سيسعى إلى استثمار الخلوة “لتعزيز التعاون والتواصل”.
وكتبت” اللواء”: بعناية مدروسة، ولكن غلب عليها طابع العفوية، شارك 53 نائباً مسيحياً (وغاب 11 نائباً) في الخلوة الروحية، التي دعت اليها بكركي على نيّة الصلاة من اجل إلهام النواب العمل والتواصل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ولم تخلُ من السياسة، سواء عبر كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال القداس الإلهي الذي أعقب الخلوة التي عقدت امس في بيت عنيا في حريصا، غلب عليها طابع التساؤل بعد استعادة كنسية لمفهوم السياسة، بما هي خدمة للشعب.
مصادرنيابية شاركت في الخلوة قالت لـ«اللواء» انه لم يكن من كلام سياسي، لاعلى مستوى رئاسة الجمهورية ولا عمل الحكومة اومجلس النواب، وفعلاً كان يوم صلاة وتأمل. «وغير هيك ولاشي»! واوضحت المصادر: انه جرى اثناء الغداء كلام ديني كمثل «ان شاء الله الروح القدس تهبط وتساعد في إجراء الانتخابات». كما جرى كلام حول جمالية دير مار عنيا ومن المسؤول عنه وكيف يعمل؟واشارت مصادر مشاركة في الخلوة لـ«البناء» الى ان الخلوة لم تتطرق الى الشؤون السياسية ولا الى الملف الرئاسي بل اقتصرت النقاشات على الجانب الروحي وعلى القيم التي تدعو اليها التعاليم المسيحية.ولفتت مصادر نيابية لـ«البناء» إلى أن الخلوة المسيحية هي رمزية وصورية فقط ولن تتعدّى الجانب الروحي ولن تدفع خطوة باتجاه حث القوى المسيحية على الحوار والتوافق لانتخاب رئيس لكون كل طرف يتمسك بمواقفه ومصالحه وحجم مشاركته وحصته في أي تسوية مقبلة.وكتبت” الاخبار”: وأكدت مصادر حضرت اللقاء أن «النواب الذين شاركوا حرصوا على عدم الدخول في أي سجال أو ارتكاب سلوك معين يأخذ أبعاداً سياسية»، وأضافت أن «الخلوة كما كان متوقعاً لم تقدم أو تؤخر في الموقف السياسي للقوى المسيحية التي شاركت، باستثناء أنها جمعتهم في الكنيسة».وقد تولى المعاون البطريركي المطران أنطوان عوكر إدارة الصلوات والقراءات والتأمل، فيما ختم البطريرك الراعي الخلوة بقداس، ألقى فيه عظة استشهد فيها بكلام للبابا فرنسيس، وقال: «السياسة التي تمارس السلطة بطريقةٍ خاطئة غير قادرة على الاعتناء بالآخرين، فتسحق الفقراء وتستغل الأرض، وتواجه النزاعات، ولا تعرف كيف تحاور».إضافة إلى الصورة الجامعة للنواب، اعتبر بعضهم أن «إيجابية الخلوة تكمن في اجتماع النواب مع بعضهم من كل القوى السياسية وتبادل الكلام والسلام والجلوس معاً على الغداء كما فعل النائبان جبران باسيل وستريدا جعجع على سبيل المثال». إلا أن المطران عوكر أكد أن من الممكن «عقد لقاءات أخرى استكمالاً لهذه الخلوة». كما لفت النواب إلى «اقتناع الغالبية بأن الخلوة لن تؤدي إلى اتفاق مسيحي وأن تلبية الدعوة جاءت من باب التأكيد على احترام البطريركية وعدم وجود خلاف معها».