ساعاتٌ عديدة من التوتر شهدتها منطقة جنوب لبنان، اليوم الخميس، وذلك عقب حادثة إطلاق ثلةٍ من الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المُحتلة، في وقتٍ رجّحَ فيه الخبراء والمحللون أن يكون ما حصل بمثابة ردّة فعلٍ من فصائل فلسطينية على الاعتداءات الإسرائيليّة التي شهدها المسجد الأقصى خلال الساعات الماضية.
وفعلياً، فإنّ ما حصل في الجنوب يعتبرُ مؤشراً لافتاً على أن منسوب التوتر يتزايد، وهو الأمر الذي نبّهت إليه قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان عبر تأكيدها أن “الوضع جدّي جداً ويستوجب ضبط النفس من لبنان وإسرائيل على حدّ سواء”.
ماذا جرى؟
بين السّاعة الـ2 والـ3 ظهر اليوم، دوّت صافرات الإنذار في مستوطنات إسرائيلية عند الحدود مع لبنان، وذلك بسبب إطلاق صواريخ من الأراضي الجنوبية اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة.
وبعد تضارب في المعلومات حول عدد الصواريخ التي جرى إطلاقها، أعلن جيش العدو الإسرائيلي أنّه جرى إطلاق 34 صاروخاً، سقطت 5 منها في مناطق مأهولة، فيما اعترضت القبة الحديدية أكثر من 20.
وفي ظلّ التوتر القائم، طلبت قيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو من سكان المستعمرات الحدودية النزول إلى الملاجئ، فيما أفيد عن سقوط 3 جرحى في صفوف المستوطنين جراء عملية إطلاق الصواريخ.
وتوازياً، أعلن “التلفزيون العربي” أنّ الصواريخ أطلقت من أكثر من منطقة في جنوب لبنان منها العزية والقليلة والحنية. ووفقاً لمعلومات “لبنان24″، فقد عثر الجيش اللبناني على منصتي صواريخ يُرجّح أنه تمّ استخدامهما لإطلاق صواريخ باتجاه شمال فلسطين المُحتلة.
ووسط حلقة التصعيد التي برزت بشدّة، فقد أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأنّ مدفعية الإحتلال الإسرائيلي قصفت بعدد من القذائف الثقيلة من مواقعها عند الحدود مع لبنان في القطاع الغربي أطراف بلدتي القليلة والمعلية ووادي زبقين في قضاء صور. إلا أنه في الوقت نفسه، فقد كشفت مراسل قناة “المنار” أنّ العدو الإسرائيلي لم يقصف الأراضي اللبنانية، بل حصل اشتباه بصواريخ القبة الحديدية.
مُشاورات أمنية إسرائيلية.. هل من حرب؟
وأمام ما حصل من توتر عند الحدود، كشفت وسائل إعلام إسرائيليّة أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات مع قادة الجيش والأمن بسبب التطورات في الجليل.
ونقلت قناة “الميادين” عن وسائل إعلامٍ إسرائيلية قولها إنه “لا نيّة لتل أبيب بفتح حربٍ مع لبنان، إلا أنها لن تسكت أمام الأحداث التي حصلت”.
كذلك، فقد كشفت تقارير إعلاميّة إسرائيلية أخرى أنّ “إسرائيل تدرس الرد على إطلاق الصواريخ من لبنان بشكلٍ دقيق حتى لا تنجر إلى معركة”.
مع هذا، فقد ذكرت هيئة البث الإسرائيليّة أنّ وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير أصدر تعليماته بالرد الفوري وعدم انتظار اجتماع قادة الأجهزة الأمنية.
من ناحيتها، كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنّ التقييم الأمني الإسرائيلي يشيرُ إلى أن حركة “حماس” في لبنان هي وراء إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ماذا عن “حزب الله”؟
وخلال ساعات التوتر، اتجهت الأنظار إلى “حزب الله”، وقد كشفت معلومات “لبنان24” أن الأخير وضع عناصره في حالة “إستنفار”، وقد حذت حذوه حركة “حماس” ومعها حركة “الجهاد الإسلامي” وذلك تحسباً لأي طارئ. إلا أنه ومع ذلك، فقد قال مصدرٌ في “حزب الله” لـ”لبنان24″ إنّ “ما حصل في جنوب لبنان من إطلاق صواريخ لا علاقة لنا فيه”. وفي غضون ذلك،كشفت معلومات “لبنان24” أنه من المرجّح أن يصدرُ بيانٌ من فصائل فلسطينية غير مُحددة موجودة داخل لبنان تتبنّى عمليات إطلاق الصواريخ التي حصلت اليوم باتجاه الأراضي الفلسطينية المُحتلة.
وبحسب المعلومات، فإنَّ إتصالات نشطت بين مختلف الفصائل الفلسطينية في المخيمات المنتشرة بمختلف المناطق اللبنانية لمواكبة التطورات في الجنوب، وقد تبيّن أن هناك استنفاراً لدى حركة “حماس” بشكلٍ خاص على صعيد القيادات العسكريّة.
وإلى جانب ذلك، فقد نقلت وكالة “رويترز” عن 3 مصادر أمنية لبنانية قولها إن “فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان وليس حزب الله”.
“اليونيفيل”: لضبط النفس
من ناحيتها، أعلنت قوات “اليونيفيل” العاملة في لبنان في بيان أنّ “الوضع الحالي في جنوب لبنان جديّ للغاية بعد حادثة إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة”، داعية إلى “وقف التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل”.وأشارت “اليونيفيل” في بيانها إلى أنها “الوضع حالياً حذر جداً، ويجب ضبط النفس”، مؤكدة أنّ “قائد قوات الطوارئ الدولية على تواصل مع الطرفين لتهدئة الأوضاع”.
هدوء حذر
وحالياً، يسيطرُ هدوء حذر على المناطق الجنوبيّة وذلك بعد التوتر الكبير، وقد ذكرت المعلومات أنّ الأوضاع مُستقرة، والمواطنون في المناطق الجنوبية يواصلون تحركاتهم بشكلٍ طبيعي وعادي.