رسالة حزب الله الاقوى.. نحو كسر قواعد الاشتباك؟

7 أبريل 2023
رسالة حزب الله الاقوى.. نحو كسر قواعد الاشتباك؟


لم يكن الرد الاسرائيلي الذي حصل امس ضد قطاع غزة سوى تأكيد جديد على تراجع قدرة الردع الاسرائيلية مع لبنان الذي يعمل حزب الله فيه بحرية كبيرة ويتجه تدريجيا نحو كسر قواعد الاشتباك التي كانت سائدة مع اسرائيل منذ العام ٢٠٠٦، وهذا ما بدأ الظهور منذ عدة اسابيع. 
لم يحسم اي من المعنيين مصدر الصواريخ الثلاثين التي اطلقت من جنوب لبنان، اذ ان شكل الاطلاق يوحي بأن المنظمات الفلسطينية تقف وراء العملية، الا ان مؤشرات اخرى، مثل عدد الصواريخ والقدرة على ادارة عملية الاطلاق في وقت قصير، يؤكد ان لحزب الله علاقة ما بما حصل، ان كان على صعيد المشاركة العملية او التنسيق الكامل.لا يمكن لاي فصيل فلسطيني العمل في لبنان وتحديدا في الجنوب، داخل المخيمات وخارجها من دون علم حزب الله، فكيف يمكن تحريك اكثر من ٣٠ صاروخا وتثبيتهم واطلاقهم، من دون معرفة الحزب ومساندته؟ هكذا يمكن قراءة الرسائل التي اراد الحزب ايصالها الى من يعنيهم الامر في اسرائيل.وبحسب مصادر مطلعة فإن لحظة اطلاق الصواريخ تؤكد جدية حزب الله بالمشاركة بأي معركة قد تدفع اليها اسرائيل بسبب الانتهاكات في المسجد الاقصى، ولعل هذه القراءة هي التي سادت امس في تل ابيب بعد اطلاق الصواريخ من لبنان، اذ ربط الحدث بشكل كامل بالتطورات الداخلية في القدس.لكن، ووفق المصادر نفسها، لا يمكن فصل ما حصل بالامس، عن المسار الذي يرغب حزب الله بالبدء به عند الحدود الجنوبية، اذ يعمل حزب الله منذ مدة على تعديل طريقة تعامله مع الستاتيكو الحدودي، ولعل العملية الامنية في الداخل الاسرائيلي كانت اول الغيث والصواريخ المجهولة امس مجود استكمال لعملية اشغال واسعة قد يبدأ بها الحزب ضد الجيش الاسرائيلي.يقود هذا التحليل الى المعادلة التي حاول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تثبيتها والمرتبطة بالوضع الاقتصادي الداخلي، اذ ان تسخين الحدود سيكون اولى خطوات اشعال الجبهة مع اسرائيل في حال وصل لبنان الى الفوضى، لذلك فإن التصعيد التدريجي سيستمر مع استمرار الانهيار ربطا بعنوان القدس او بعناوين اخرى.كما انه لا يمكن اغفال فكرة الرد غير المباشر على التصعيد الاسرائيلي على سوريا، على اعتبار ان من لا يستطيع الرد من سوريا لاعتبارات كثيرة سيجد ساحات اخرى يفرض من خلالها توازنات ردع تحد من قدرة تل ابيب على التحرك. لذلك فإن ضعف الرد الاسرائيلي بالامس، وان جنّب المنطقة تصعيدا غير معلوم النتائج، الا انه سيفتح الباب امام مسار طويل من المناوشات الخطيرة في اكثر من جبهة.