بعد حادثة إطلاق الصّواريخ في الجنوب قبل يومين باتجاه المستعمرات الإسرائيلية وما رافقها من تصعيدٍ أمنيّ عند الحدود بين لبنان وفلسطين المُحتلّة، أثيرت تساؤلات عن الجهة التي حدّدت “لحظة الصفر” الخاصة بالهجمات التي حصلت. وفعلياً، فقد ربطت أطراف داخلية لبنانية تلك اللحظة المفصليّة برئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، إذ أنّ الأخير زار بيروت مؤخراً وتزامن ذلك مع التوتر الذي شهده الجنوب.
وإزاء هذا الأمر، اعتبرت مختلف الجهات أنّ مجيء هنية إلى لبنان كان بمثابة إشارة لحركة “حماس” في الداخل للتحرّك العسكري ضدّ العدو الإسرائيلي إنطلاقاً من لبنان تحت مسمى “العمليات الفدائية” الذي كان رائجاً في السابق.
وعند هذه النقطة، ساد اعتقادٌ مفاده أنَّ الجنوب عاد ليكون منصة للعمليات الفدائيّة الفلسطينية ضدّ العدو الإسرائيلي، وذلك مثلما كان يحصلُ سابقاً قبل اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975. ففي ذلك الزمن، كانت فصائل فلسطينية عديدة موجودة في الجنوب وتستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة بالصواريخ، وفي ذلك الوقت وجدت إسرائيل هذا الأمر بمثابة ذريعة لإجتياح لبنان لـ”إبعاد الوجود الفلسطيني عن الجنوب” وإقامة منطقة آمنة.
وفي السياق، قالت مصادر مقرّبة من “الثنائي الشيعي”، إنّه لا يُمكن أن يُتخذ أيُّ قرار بشأن الحرب والسلم في الجنوب بمعزلٍ عما يريدُه “حزب الله”، وقالت لـ”لبنان24”: “صحيحٌ أنّ هناك علاقة متينة بين الحزب والفصائل الفلسطينيّة، إلا أنّ ذلك لا يعني أن تلك الأخيرة هي التي تُحدّد ما إذا كان الجنوب سيكون منصّة لهجماتها باتجاه الإسرائيليين. هناك قواعد إشتباك قائمة وبالتالي يجب الإحتكام إليها لأن الإنخراط في معركة ليس بالأمر السّهل”.
ولفتت المصادر إلى أنَّ الوجود العسكري الفلسطيني محصورٌ أصلاً ضمن المخيمات الفلسطينية ولا قواعد أو تحركات محوريّة للفصائل في الجنوب وأصلاً هذا الأمر لن تسمح به الدولة اللبنانية ولا الجيش ولا حتى “حزب الله”.