كشفت أحداث الجنوب الأخيرة عن تحرّك لافتٍ للجيش تمثّل في الكشف السّريع عن منصات الصواريخ التي تمّ استخدامها لقصف المستعمرات الإسرائيلية قبل يومين.
وعملياً، فإنّ نشر الجيش لصور تلك المنصّات “البدائية” كان عاملاً مُساعداً في تحديد طبيعة الهجمات والتركيز أكثر على الجهات التي يمكن أن تكون وراءها. وبالأساس، فإنّ ما تبيّن هو أنّ التقنيات المستخدمة كانت غير متطورة، وبالتالي، فإنّ هذا الأمر سيعني لمختلف الأطراف أنّ ما حصل ليس مُنظماً بما فيه الكفاية لفتح معركة أو جر لبنان إلى حرب، في حين أن المنصات التي جرى ضبطها تؤكد أنه لا علاقة لـ”حزب الله” بها باعتبار أن الأخير أصبح في مكانٍ آخر عسكرياً سواء من ناحية الهجمات أو من ناحية التقنيات المستخدمة ضمن الصواريخ.
وإزاء كل ذلك، فإنّ الصور التي نشرها الجيش ساهمت قليلاً في “تبريد الجبهة” وتحديد الإطار العسكري للعمليات التي حصلت، والتعامل معها وفق حيثياتها لبنانياً ودولياً.