احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بقداس أحد القيامة في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، عاونه فيه النائب العام المونسنيور اغناطيوس الأسمر والقيم العام خادم الكاتدرائية الخوري جورج قليعاني، بحضور عدد من الإكليريكيين في الأبرشية والنائب نديم الجميّل وحشد من المؤمنين.
وألقى عبد الساتر عظة جاء فيها: “في زمن القيامة هذا، مسيحيون عديدون يتمنون قيامة وطننا لبنان وكأنهم بهذه العبارة ينتظرون تحركا من أحد ما، من الشرق أو من الغرب، أو معجزة من الرب تعالج حال لبنان وتعيد إليهم الرخاء الذي كانوا يعيشون فيه. وكأن لا دور لهم في تحقيق هذه القيامة. وكأن قيامة لبنان هي فقط في عودة الرخاء إليه”.وأضاف: “نسينا نحن المسيحيين أن قيامة المسيح تلزمنا نحن أولا التحرك والعمل من أجل قيامة لبنان التي تعنينا حتما كما تعني إخوتنا في الوطن. نسينا أن التحرك الخارجي قد لا يأتي وإن أتى فقد يكون ثمنه باهظا. ونسينا أن العجائب هي للأمور المستحيلة وقيامة لبنان ليست واحدة منها ويمكن تحقيقها ببعض الخيارات والخطوات ومنها:
-أن أختار أنا المسيحي لبنان وطنا نهائيا لي فلا أتركه بل أستثمر فيه تعبي وحياتي. فأنا أتفهم البعض إن اختار أن يترك البلد من أجل لقمة عيش ولكن لا أفهم أن يتركه من أجل حياة رغيدة اعتاد عليها.
-أن أنتخب للنيابة والبلديات والخدمة العامة أناسا نزيهين لا مصالح شخصية لهم مع أحد من الفاسدين ولديهم الكفاءة، وألّا أدعم أحدا لأنه أمن لي متري زفت أمام الباب أو وظيفة عامة لولدي أو لأنه شاركني في مصاب أليم.
-أن أختار النزول إلى الشارع، حين يلزم، من أجل المطالبة بحق أو برفع ظلم أو بمحاسبة فاسد أو من أجل المحافظة على كرامة الإنسان، وأن لا أنزل إلى الشارع لأسباب طائفية أو حزبية أو من أجل نشر الفوضى ودعم الفاسد الحاكم.
-أن نتوقف عن نهب بعضنا البعض وأن نعود إلى العونة، مسيحيين ومسلمين معا، التي ساهمت في بناء قرانا وفي استمرار عائلاتنا على الرغم من الضيق المادي الذي عرفه لبنان في تاريخه. وأن نكتفي بالمال الحلال ونعمل من أجل حياة كريمة للجميع.
-أن نعي أن الرخاء الذي يتمناه البعض لا يأتي إلا على حساب الغير وأنه ليس علامة على قيامة لبنان. فلبنان كان وبقي بالأخوة بين أبنائه وبناته، وبالمحافظة على كرامة الإنسان فيه وبالعلم والتعليم والثقافة لكل أولاده”.وختم: “أخواتي وإخوتي، قام المسيح وأعطانا الحياة. ولبنان سيقوم إن جرؤنا والتزمنا وتحركنا وعملنا. وإلا فلا قيامة له ننتظرها. المسيح قام، حقا قام ونحن شهود على ذلك”.