أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “إحياء يوم القدس العالمي هو جزء أساسي وحقيقي من المعركة الكبرى التي تخوضها أمتنا وشعوبنا من أجل تحرير القدس وفلسطين”.
وفي كلمة له خلال فعالية “منبر القدس” السنوي، بمناسبة يوم القدس العالمي، قال نصرالله: “من الطبيعي في كل عام في كل يوم قدس أن نأخذ بعين الاعتبار كل التطورات الحاصلة من عام إلى عام. هذه السنة كانت هناك الكثير من التطورات والأحداث المهمة جداً على مستوى العالم وعلى مستوى الإقليم، على مستوى منطقتنا، وعلى مستوى داخل الكيان الصهيوني المؤقت وعلى المستوى الفلسطيني. وكل هذه التطورات برأيي تخدم بشكل إيجابي مسار صراعنا الطويل في محور المقاومة مع المشروع الصهيوني مع مشروع الاحتلال الصهيوني ومشاريع الهيمنة الأميركية”.
وتابع: “على المستوى الدولي يسير العالم بثبات نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، ما يعني أننا نسير إلى الوضع الذي تنتهي فيه هيمنة القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية صاحبة المشروع الاستحواذي ومشروع الهيمنة في منطقتها في منطقتنا، والحامي المطلق للكيان الصهيوني والعالم يسير في هذا الاتجاه”.وأكمل: “خلال هذا العام، شهدنا بشكل واضح ورسمي في منطقتنا فشل مشاريع الإرهاب والعدوان وأيضاً شاهدنا بداية انفتاح دول المنطقة على خيارات التهدئة والحوار والتلاقي والتوافق، وهذا ما عبر عنه اللقاء الإيراني السعودي في الصين والذي بدأت تداعياته تظهره وبشكل متسارع”.وأكمل: “بالتأكيد هذا المسار الجديد في المنطقة يساعد في سد أبواب الفتن المتنوعة والصراعات الداخلية الحادة والتمزقات المؤلمة والمؤذية في جسد أمتنا والتي كان يراهن عليها دائما على العدو الصهيوني، وهذا المسار الجديد يعني مسار التلاقي والحوار والتوافق والتفاهم سيؤثر سلبا على مسار التطبيع في المقابل، وعلى المشروع الإسرائيلي الطامح لتشكيل محور إسرائيلي عربي في مواجهة إيران وفي مواجهة محور المقاومة”.
وتابع: “كنا نرصد بدايات الأزمة العميقة في الكيان الصهيوني ومؤشراتها منذ سنوات. هذا الوضع المأزوم والانقسام العميق لا سابقة له في تاريخ الكيان منذ 75 عام باعتراف الصهاينة أنفسهم”.أضاف: “على المستوى والفلسطيني تأتي المقاومة الفلسطينية المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس لتكون برأيي من أهم العوامل الحاسمة في هذا الصراع. نؤكد بشدة على أهمية تنامي قدرات المقاومة في قطاع غزة والتفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة في داخل فلسطين وفي خارجها. التطورات على الساحة الفلسطينية تضعنا أكثر من أي وقت مضى في دائرة اليقين بنتائج هذا الصراع، إضافة إلى التطورات على مستوى الكيان وعلى المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي”.وأكد أنّ “في هذه المرحلة الحالية يجب أن تتمركز الجهود على دعم الضفة والقدس وعلى إسناد المقاومة المسلحة وعلى إسناد الأهالي والناس الصامدين هناك”.وأكمل: “الضفة اليوم بحق هي درع القدس، وما يجب أن يشغلنا جميعاً في محور المقاومة وفي هذه المرحلة بالذات يجب التركيز على كيفية تقديم الدعم الأقوى للمقاومة في الضفة من أجل استمرارها”.
وختم: “نعرف جميعاً أن مساندة الضفة هي مسؤولية دينية وإيمانية وجهادية وتاريخية وإنسانية وأخلاقية وسنسأل عنها جميعا يوم القيامة إن قصرنا ونؤجر ونثاب عليها جميعاً أن قمنا بالواجب بين يدي الله”.