كتب جو لحود في “لبنان 24” قبل أيام قليلة، فُتحت أبواب المقر العام لرئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، لاستضافة الإفطار الرمضاني الذي اعتاد ان ينظمه “حزب القوات اللبنانية” بشكل سنوي، ليصبح بحد ذاته محطة سياسية يمكن الوقوف عندها والقراءة بين سطورها.
وكما جرت العادة، لبست معراب الحلة الرمضانية، وبان التنظيم بأفضل حلله شكلاً ومضموناً، كما بان المدعوون على اختلافهم وتنوعهم في حال من الانسجام والتناغم الى حدّ كبير.
وبدوره ظهر رئيس القوات اللبنانية عبر كلمته التي القاها، مؤكدا نهجه المعارض لما يحصل على الصعيد الرئاسي وغيره من الصعد، مطلقا سهامهه على حزب الله وسلاحه، رافضا وصول اي رئيس “ممانع” الى بعبدا وموجها احرّ السلامات الى الدول العربية الشقيقة من قلب لبنان ومن معراب بما ومن تمثل.
لكن وعلى الرغم من كل ما تقدم وأهميته، فقد شكل غياب السفير السعودي وليد البخاري عن الإفطار، الحدث الأبرز والنقطة المحورية ، وهذا ما تدركه تماما معراب، لكنها في الوقت نفسه حريصة كل الحرص على علاقتها المتينة مع الرياض، لذلك ستحاول التعامل مع غياب السفير البخاري عن افطارها باعتباره غيابا تقنيا، تأكيدا منها على ان بعض التفاصيل المرتبطة بالشكل والمضمون لا يمكن ان تفسد العلاقة مع السعودية، التي قد تأخذ شكلا جديدا في ظل التسويات الممكنة.
في هذا الاطار، أكد مصدر مطلع إن غياب السفير السعودي عن إفطار معراب لا يبدو طبيعياً على الرغم من تواجد البخاري خارج لبنان لمتابعة مجموعة مهام متعلقة بالاجتماع الدولي الذي قد يعقد قريبا بين الدول الخمس لدراسة الملف الرئاسي اللبناني.
وبالتالي، من المستبعد وضع عدم حضور السفير البخاري الى معراب في خانة الغياب التقني المُبرر، بل يمكن الاشارة اليه من باب الرسالة السياسية والعاجلة التي قد تكون أرادت ان توجهها المملكة العربية السعودية الى جعجع”.ويضيف المصدر ” عندما نقول رسالة سعودية الى جعجع، لا نقصد ابدا ان هناك أي نوع من انواع الطلاق او الانفصال بين الطرفين، انما نشير الى ان السعودية وعلى ما يبدو تريد أن تؤكد ان اسلوبها في التعاطي وفي النظرة الى الواقع اللبناني الحالي، تغيّر بشكل جذري بعد الاتفاق الذي عقد في بكين بينها وبين ايران، وبالتالي، لا يمكن لأي جهة سياسية مقربة منها ان تستمر في مقاربة الواقع الداخلي اللبناني وكأن (اتفاق بكين) لم يحصل.
وبوضوح أكثر، ستنتهج المملكة العربية السعودية، أسلوباً جديداً في التعاطي مع (حزب الله) وهذا ما سيظهر الى العلن خلال الفترة المقبلة، بعد ان يقوم الحزب بدوره بعدة خطوات سريعة وصارمة، تؤكد حسن نواياه واندماجه بشكل كبير في (اتفاق بكين)”.
ويرى المصدر ان ” هذا الجوّ الايجابي سينعكس حتماً على الملف الرئاسي اللبناني، وتحديداً على رئيس (تيار المرده) سليمان فرنحيه الذي يمكن الحديث عن عودة وشيكة لحرارة الاتصالات بينه وبين السعودية.
وهنا لا بد من الاشارة انه من الخطأ الاعتقاد ان جعجع لا يستشعر كل هذه المعطيات ولا يدرك كل هذه التطورات، لكنه وعلى ما يبدو من مكانته ومن خلال تمثيله المسيحي الواسع، يحاول ان يلعب دورا محوريا في الملف الرئاسي وهذا حق مكتسب له.
لذلك لا بد من طرح التالي:هل سيتمكن جعجع فعلاً في المقبل من الأيام الإستمرار في تسويق أفكاره الرئاسية، ام ان التقارب بين السعودية وايران سيدفعه للحديث من جديد عن عدم الرغبة الكلية في تعطيل نصاب الجلسات الانتخابية؟