التقاطع السعودي السوري الإيراني : هل يصل الى لبنان؟

16 أبريل 2023
التقاطع السعودي السوري الإيراني : هل يصل الى لبنان؟


كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: قبل ان يجف حبر التوقيع على الاتفاق بين إيران والسعودية تحت المظلة الصينية، كان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يصل إلى جدة للقاء نظيره السعودي فيصل بن فرحان، في أول تواصل على هذا المستوى الرفيع بين البلدين منذ عام 2011.

Advertisement

 
وبذلك تكون الرياض ودمشق قد خرجتا من خندق المواجهة التي وصلت إلى أقصاها خلال فترة الحرب السورية على وَقع المطلب السعودي آنذاك بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لتدخلا في مرحلة من التقارب الذي قد يتوّج بمشاركة الأسد في القمة العربية التي تستضيفها الرياض في أيار المقبل.
ولعله ليس أفضل للبنان المنهار من البيئة الإقليمية الاستراتيجية الآخذة في التشكّل حالياً، كي يحاول تَلمّس سبل الخروج من نفق أزمته وملاقاة ما يحصل من تقارب في المنطقة بجهد داخلي يلحظ ضرورة حماية المصالح العليا، ويترك هامشاً للقرار اللبناني بدل انتظار «التعليمة» من الخارج على توقيت عواصمه المؤثرة في الملف اللبناني.
وضمن هذا الإطار، يرجّح المطلعون ان يكون للتطور المستجد في العلاقات السورية – السعودية أثره الايجابي، ولو بعد حين، على الوضع الداخلي، خصوصاً انه سبق للدولتين ان اختبرتا التعاون في التعامل مع الواقع اللبناني خلال وغداة وضع اتفاق الطائف، ثم في حقبة الـ«سين سين» قبل أن يفترقان لاحقاً.
 
ويلفت هؤلاء الى انّ التقاطع السعودي – الايراني – السوري الحاصل في هذه اللحظة التاريخية، يمثّل فرصة ثمينة يجب أن يستفيد منها اللبنانيون الذين كانوا يشكون دائماً من انعكاس خلافات الكبار على أرضهم، فلماذا لا يتم توظيف اتفاقهم هذه المرة للبدء في معالجة الازمة انطلاقاً من انتخاب رئيس الجمهورية؟
 
وضمن سياق متصل، تستغرب اوساط سياسية ان يصرّ البعض على الاستمرار في العداء لسوريا ومقاطعتها على رغم وجود حدود مشتركة ومصالح اقتصادية متداخلة وروابط اجتماعية وأكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري مقيمين في لبنان وينبغي أن يعودوا الى بلادهم، بينما لا يوجد على سبيل المثال نازح واحد في السعودية التي قررت ترميم الجسور المحطّمة مع دمشق واستقبلت وزير خارجيتها من الباب العريض، توطئة لاستقبال رئيسها عاجلاً ام آجلاً.