لقد رموا البلاد في الإنهيار الكامل

16 أبريل 2023
لقد رموا البلاد في الإنهيار الكامل

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي أنه من واجب كل مسؤول في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة أن يواجه الصعوبات التي تفرضها عليه مسؤوليته، فلا يتهرّب منها ولا ييأس ولا يتكاسل ولا يُبرر تقاعسه وتقصيره.

وخلال عظة قداس الأحد، شدّد الراعي على أن “المسؤول الحقيقي يواجه الصعوبات ويجد لها حلولاً لئلا تتفاقم وتأتي بالضرر الكبير على من هم في إطار مسؤوليته”، وتابع: “السياسيون تفانوا بكل جهدٍ في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة وفي تكريس الفراغ في الرئاسة الأولى وشلّ المؤسّسات الدّستورية، مجلسَ نواب وحكومةً وإدارات عامّة، منذ 6 أشهر. لقد رموا البلاد في الإنهيار الكامل اقتصاديًّا وماليًّا وإنمائيًّا وإجتماعيًّا، ثمّ عادوا بذات التّفاني و الجهود ليمدّدوا للمجالس البلديّة والإختياريّة، ويا للسّخرية.. ظنًا منهم انهم بذلك يبرّرون عدم إمكانيّة إنتخاب رئيس للجمهورية”.
وسأل الراعي: “كيف رفضتم الإجتماع، لغاية تاريخه، لانتخاب رئيس للجمهوريّة، واستمريتم في الفراغ الرّئاسي، واليوم تجتمعون بكلّ سهولة وتؤمّنون النصاب من أجل تأجيل إستحقاق دستوري آخر وطني وديموقراطي، هو إجراء الإنتخابات البلديّة والإختياريّة، وبذلك تمنعون المواطنين من حقهم الدستوري في التّعبير عن رأيهم وإيصال من يرونه مناسبًا”.وأكمل: “إنّكم بكلّ سهولة تستخفّون بالشّعب والدستور وتُجددون لأشخاص انتهت مدّة ولايتهم التّي أعطاهم إيّاها الشعب بالوكالة. ونسأل: كيف توفّقون بين خفّة قرار تمديد ولاية المجالس البلديّة، وجدّية العمل الطويل الذي قامت به وزارة الداخليّة والبلديات لإعداد الهيئات النّاخبة وتنظيمها، وطلبت من الحكومة في شهر كانون الثاني الماضي الإعتمادات اللازمة والمحدّدة؟ لاجراء هذه الانتخابات”.وختم: “يا لسخافة السّبب المخجل وهو عدم وجود مال لتغطية أكلاف الإنتخابات! لماذا لم تؤمّنوا المال قبل الوصول إلى أجل هذا الإستحقاق؟ إنّها سخافة ثانية تضاف إلى سابقتها وهي: التوافق على الشّخص المرشّح للرئاسة الأولى. أين كنتم ايتها الكتل النيابية طيلة السّـت سنوات من ولاية رئيس الجمهوريّة؟ ماذا كنتم تفعلون؟ ألم تجدوا مرشحًّا؟ لماذا لم تتوافقوا على هذا الشّخص طيلة هذه السّنوات؟ في كلا السّخافتين بيّنتم للملاء أنكم غير جديرين بالمسؤوليّة التّي أُسندت إليكم، ومع هذا كلّه تحتلون وتصادرون المسؤوليّة على حساب هدم الدّولة وإفقار الشّعب وقتله. أليست هذه خيانة للأمانة التّي ائتمنكم عليها الشعب؟”.