ترك الامين العالم لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال خطابه الاخير الدقائق الاخيرة ليضع على الطاولة معادلة جديدة بالغة الخطورة في اطار الصراع الحاصل مع اسرائيل، خصوصا وإنه تحدث بشكل شبه واضح بإسم حلفائه في سوريا وفلسطين بالتزامن مع احتفالات يوم القدس في اكثر من دولة.
بالشكل لم يقدم نصرالله اي جديد في اطار توازنات الردع، لكن في الواقع فقد قفز قفزة استراتيجية في الصراع مع اسرائيل مستغلا واقعها السياسي الداخلي وتآكل الردع المتنامي منذ اشهر، ووضع معادلة جديدة يقلب من خلالها الطاولة بالكامل على تل ابيب او اقله يمهد لقلب هذه الطاولة.المعادلة الجديدة التي اعلن عنها نصرالله تقوم على وضع فرضية تجاوز اسرائيل للخطوط الحمراء في اي جبهة من الجبهات، في الضفة الغربية عبر اغتيال كبير او معركة برية، او في غزة مثلا او حتى في سوريا ولبنان، والقول ان اي تجاوز للخطوط الحمراء في اي جبهة قد يؤدي الى حرب اقليمية.الفرق بين هذه المعادلة والمعادلة السابقة، هي ان الحرب الاقليمية كانت محصورة بالرد على اي اعتداء على القدس والمسجد الاقصى حصرا، وهذا الذي تغير اليوم، اذ نقل نصرالله التهديد من منع الاعتداء على القدس، وهو امر قد تتجاوزه تل ابيب لاسباب كثيرة، الى جعل اي عملية عسكرية ضد اي ساحة مدخلا لحرب كبرى، وهذا تقييد كبير للاستراتيجيات الاسرائيلية قد لا تقبل به تل ابيب.نقل نصرالله فكرة “وحدة الساحات” التي تحدث بها مرارا من كونها نظرية تعمل بإتجاه واحد، لتصبح في اتجاهات مختلفة، فبدل ان تهب الدول المتحالفة مع ايران بإتجاه فلسطين للدفاع عنها، وفي حال وقوع اي خطر جدي على الفصائل الفلسطينية او المقدسات في القدس، فهي باتت ستتحرك للدفاع عن بعضها البعض ايضا.وضع نصرالله كلا من سوريا ولبنان كجزء من معادلة “وحدة الساحات”، وخصص مقطعا من حديثه عن سوريا والغارات الاسرائيلية عليها، ملمحاً بأن السكوت قد لن يطول، وهذا يعني ان تحريك جبهة سوريا سيفتح الباب مجددا امام التصعيد.تهديدات نصرالله ترافقت مع التزامه الصمت تجاه ما حصل جنوب لبنان رافضا اعطاء اي تأكيد عن الجهة التي اطلقت الصواريخ موحيا انه قد يكون للحزب دور في ذلك، اذا ان الاعلان عن اي تفصيل سيخدم اسرئيل كما قال، وهذا يوحي بأن جبهة الجنوب قد تعاود الكرة في اي لحظة عسكرية او سياسية مناسبة.