ارى فيك الجائع والمشرد والمظلوم والعريان.
ارى فيك المنبوذ والنازح واللاجئ
والمهمش.
ارى فيك الصياد وشباكه الشاكية.
ارى فيك المخلع والاعمى والاخرس. والمرمي على حافة الطريق وجراحه الباكية.
Advertisement
وارى بين يديك سمكتان وخمسة أرغفة! ومن حولك الآلاف من الجياع.
ارى في عينيك الحملان والحمار الذي ركبت داخلا إلى مدينة القدس، ومن حولك الاطفال يهللون باغصان الزيتون وسعف النخيل، ومن حول خصرك ارى السوط الذي حليته بيديك لتخرج به لصوص بيت ابيك.
لأول مرة عيناي ترى ملكاً فقيراً، عرشه تراب الارض الذي وطأته قدماه ، وثروته كل المهمشين. تاجه اكليل الشوك وصولجانه عصاة من سنديانة ما زالت صامدة فوق ارضه، و على صدره خصلة زيتون وسام انتصار السلام.
وكذلك رأيت الديك الذي صاح عند الفجر، وارى بقربك اليعازر مغمورا بمرتا ومريم! ارى فرحة المخلع كيف قام وحمل فراشه ومشى! ارى في عينيك كيف ضحكت عينا الاعمى حين رأت الضوء لأول مرة!
ارى مريم المجدلية راكعة مطهرة!
ارى فيك زكا وجعبته فارغة بعد أن وزع كل ما فيها على الفقراء!
ارى واسمع صوت الاطرش ينادي! فرحأ ها انا اسمع!!!
ارى في عينيك اجران الماء في قانا مبتهجة لفرحة قلوب شاربيها!
ارى في عينيك بستان الزيتون!
وفي تلك الليلة رايت على وجهك قبلة يهوذا!
ارى الصليب يثقل هامتك وإذا بي ارى سمعان القيرواني منحنيا لرفع الثقل عن كتفيك!
وها أنا أرى الحجر يحن الى يدك كي لا يرمى على رأس الخاطئة!
ولمرة واحدة رأيت الموت غاضباً حين سخرت منه تاركاً كفنه داخل القبر ليشتمّ رائحة القيامة!
أنا أرى ومن الصعب أن أحداً لم يرَ عظمتك! وهل هناك فوق هذه الأرض ولد أو قد يولد بعظمتك يا يسوع ! يا بحر العطاء وبيادر المحبة في كل حبة!
اراك اليوم وانت وحدك لا يحدك زمان أو مكان!
الفقير والمشرد والنازح والعريان والجائع والمنبوذ العطشان والمخلع والاعمى والابكم والمظلوم!
ولكن ما من إنسان فوق هذه الأرض إستطاع أن يجمع بين التواضع والعظمة!
يا يسوع يا ابن مريم وابن هذه الأرض! ولدت في مزود وعلمتنا معنى عظمة التواضع!
واليوم وانت فوق الصليب رافعا راسك نحو السماء قائلا اغفر لهم يا أبتاه لانهم لا يدرون ماذا يفعلون.
وبهذه اللحظة التي لم ولن تمح من تاريخ البشرية علمتنا تواضع العظمة.
وأعظم ما رأيت في اليوم الثالث دحرجت الحجر الكبير عن القبر وسخرت من الموت!
وارى ابتسامتك على وجوه اخوتك هؤلاء الصغار منكسري القلوب تبشرهم بالفرح وبدمك وانت فوق الصليب تقول هو الحق ينتصر على الباطل!
لأول مرة البساطة انتصرت على التكبر والتواضع تعالى فوق الكبرياء و الغفران محا الخطيئة و المحبة بددت الحقد!
وأما الحجر الصغير فرفض أن يترك يدك كي لا يرمى على رأس خاطئة!
وها أنا اليوم ارى واشهد أنك يسوع الذي تأنس من مريم، عذراء هذه الأرض. طوبى لامك مريم، وطوبى لصليبك! طوبى لموتك وقيامتك! ايها العظيم!
مدحرجا حجر الموت عن قبره قال لا تخافوا يا ابناء هذه الأرض. ايها المشردون والجائعون والمنبوذون والمظلمون . ايها العطاش إلى الحياة. ها أنا اعطيكم حق القيامة وكرامة الحياة…
