أيّ رسائل سياسية لاتفاق بكين؟

21 أبريل 2023
أيّ رسائل سياسية لاتفاق بكين؟


كتبت سابين عويس في” النهار”: لم يكن بريئاً وضع النائب جبران باسيل وهو رئيس اكبر تكتل نيابي وصهر العهد السابق على لائحة العقوبات، وهو يستعد للترشح للرئاسة. طارت حظوظ الرجل وبقيت العقوبات تحاصر حركته. ولم يكن بريئاً ايضاً فرض عقوبات على الاخوين رحمة المقربين جداً من فرنجية وهو يسير بخطى ثابتة نحو بعبدا، مدعوماً محلياً من الثنائي الشيعي ، وخارجياًمن الفرنسيين المصغين باهتمام بالغ لنصائح المستشارين، بدفع واضح من رجل الاعمال القريب ايضاً من فرنجية، جيلبير شاغوري.

ولم يكن بريئاً ايضاً صدور دفعة جديدة من الاسماء يتقدمها رجل الاعمال ناظم احمد ضمن شبكة ساعدته على تبييض الاموال لمصلحة “حزب الله”، وسط معلومات اكيدة بأن لائحةالعقوبات لن تتوقف والدفعات المقبلة ستتناول شخصيات جديدة تدور في الفلك القريبين من رئيس المجلس نبيه بري وبعض القيادات السياسية الاخرى.لا يمكن فصل مسار العقوبات عن المسار السياسي الذي يسلكه الملف اللبناني بمجمله،بحيث لا يقتصر الامر على الاستحقاق الرئاسي، وانما يشمل كل المشهد الداخلي، بما فيه الملف الحكومي والاقتصادي والمالي من باب الاصلاحات المطلوبة، والتي تتخلف حكومةتصريف الاعمال عن القيام بها بسبب استقالتها، فيما يتخلف المجلس النيابي عن دوره التشريعي في اقرار القوانين المطلوبة بذريعة تعطيله بسبب رفض الكتل المسيحيةالتشريعي في ظل الشغور الرئاسي. علماً ان التعديلات التي ادخلت على قانون الشراءالعام وجهت رسالة سلبية حيال المسار الاصلاحي، اذ اعادت تلك التعديلات تكريس قبضةالطبقة السياسية على البلد وعلى موارده.الرسالة الاميركية واضحة في هذا المجال ومفادها ان لبنان، ورغم تراجع مرتبته في سلم الاولويات الاميركية، يبقى تحت مجهر المراقبة. وهذه حال قادته والقيمين على السلطة فيه. تدرك الولايات المتحدة وقع العقوبات وتأثيرها وعجز المستهدفين منها على مواجهتها اوالتملص او التفلت منها. لذلك تعتمدها عصا غليظة في وجه من يعارض سياساتها اويمس بأمنها الداخلي، كما هي الحال بالنسبة الى عمليات تبييض الاموال وتمويل الارهاب والاتجار بالمخدرات.يدرك في المقابل الساسة اللبنانيون حجم وتأثير العقوبات عليهم وعلى مستقبلهم السياسي وطموحاتهم، كما يعون صعوبة التفلت معها على المدى الطويل.لكن اكثر ما يستغربه هؤلاء هو التوقيت المثير للعقوبات والرمزية التي تحيط المستهدفين،ولا سيما آخر دفعة صدرت اخيراً وتضم مجموعات على صلة مباشرة بحزب الله وبالتغطيةعلى ناظم احمد، المتهم بتمويل الحزب.صحيح ان العقوبات على الحزب ومن له صلة به يجب الا تكون مستغربة طالما هو مدرج على لائحة الارهاب، ولكن دلالاتها تصبح اكبر اذا ما تم ربطها بالتطورات المتسارعة في المنطقة بعد التقارب السعودي الايراني، حيث يخشى مراقبون ان تكون تلك العقوبات حاملة في طياتها رسائل مباشرة نحو هذا التفاهم، مفادها بأن واشنطن لا تنظر بعد بعين الرضى اليه والى ما سيحمله من نتائج تستبعد الدور الاميركي او تأثيره المباشر في المنطقة .