بعد حركة الأعياد.. صيف واعد بانتظار لبنان

25 أبريل 2023
بعد حركة الأعياد.. صيف واعد بانتظار لبنان


شهد لبنان في نيسان الحالي حركة سياحية لافتة حيث تزامنت الاحتفالات بعيدي الفصح والفطر في الوقت نفسه، ما دفع بالعديد من المغتربين إلى اختيار تمضية عطلتهم في لبنان الامر الذي رفع أرقام الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي بشكل كبير وبلغت نسبة الحجوزات نحو 70 % مع توقعات بأن يُدخل عيد الفطر 500 مليون دولار إلى البلد، بحسب ما أكد العديد من العاملين في هذا القطاع.   

 
وفي هذا الإطار، كشف المدير العام للطيران المدني فادي الحسن انه خلال عطلة عيد الفطر وصل الى لبنان يومياً 10 آلاف راكب، متوقعا أن تكون الحصيلة بين وافدين ومغادرين نحو الـ 600 ألف شخص في نهاية الشهر الحالي.
 
وأكد الحسن أن “أرقام الوافدين والمسافرين اقتربت من الأعداد التي كان يشهدها لبنان قبل عام 2019 أي قبل الأزمة التي عصفت بالبلد”، مشيراً إلى ان “حركة الركّاب ستبلغ الـ 7 ملايين مع نهاية عام 2023.”
 
وبدا واضحا على الأرض ان القطاع السياحي كان المُستفيد الأكبر من هذه الحركة ولاسيما المطاعم والمقاهي والملاهي وبنسبة أقل الفنادق، وكان القسم الأكبر منها “مفوّل” ما يُشير إلى ان لبنان سيشهد صيفا واعداً جداً.  
 
حركة ممتازة  
وفي هذا الإطار، أكد نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة لـ “لبنان 24” ان “الحركة خلال عطلة الأعياد كانت ممتازة لاسيما أن 3 أعياد تزامنت في الفترة نفسها بدءا من عيد الفصح عند الطوائف التي تتبع التقويم الغربي ومن ثم الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي وبعدها عيد الفطر”، مُعتبرا ان “قدوم المغتربين بأعداد كبيرة إلى لبنان ولاسيما من دول الخليج ومن افريقيا أعاد الحركة إلى المؤسسات السياحية”.  
 
وتوّقع نزهة قدوم أعداد أكبر من المغتربين بداية موسم الصيف مع وجود 400 ألف لبناني في الخليج و250 ألف في افريقيا إضافة إلى اللبنانيين المنتشرين في مختلق أصقاع العالم، مؤكدا ان “موسم الصيف هذه السنة سيكون واعداً جدا”.  
 
وشدد نزهة على ان “القطاع السياحي هو الرافعة الأساسية للاقتصاد اللبناني مع ما يُدخله من عملات صعبة إلى البلد”، آملاً بانتخاب رئيس للجمهورية قريبا وتشكيل حكومة جديدة وأن تكون الأجواء ملائمة كي نشهد موسم سياحي أفضل من صيف 2022.  
 
وقال: “ثمة تفاؤل بالمصالحات التي تحصل على المستوى الإقليمي ولاسيما عودة العلاقات بين السعودية وايران، ونأمل ان تنعكس إيجابا على لبنان وعلى عودة السياح الخليجيين إليه لأنهم يشكلون ركيزة أساسية للقطاع السياحي لاسيما ان مدة إقامتهم في لبنان تكون أطول كما أن إنفاقهم يكون أكبر من السياح الآخرين”.  
 
وأشار نزهة إلى انه “على الرغم من الانهيارات الاقتصادية والمالية التي شهدها لبنان وجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت واقفال نحو 4 آلاف مؤسسة في القطاع “المطعمي” منذ عام 2019 ،الا ان هذا القطاع يشهد حاليا وبمبادرات فردية حركة إيجابية على الرغم من التكلفة الباهظة التي تتكبدها المؤسسات السياحية حيث نشهد إعادة افتتاح مطاعم ومقاهي وملاهي في الفترة الأخيرة.  
 
وعزا نزهة سبب افتتاح مطاعم جديدة الآن أنّ هناك مؤسّسات تجدّد نفسها حالياً، ومؤسّسات أخرى تستثمر في مؤسسات قد أقفلت، مستفيدة من المعدات والتجهيزات الموجودة فيها لتوفّر التكلفة.  
 
وأشار إلى انه قبل عام 2019 كان هناك 8500 مؤسسة أو مطعم وكان يعمل فيها نحو 160 ألف موظف كانوا مسجلين في الضمان الاجتماعي أقفل 4500 منها مع بدء الأزمة الاقتصادية وحاليا تم إعادة فتح 300 مؤسسة ما بين مطعم وحانة ومقهى، ما يدل على ان القطاع يُعيد تنظيم نفسه على الرغم من كل الصعوبات ومن هجرة نسبة كبيرة من العاملين فيه.  
 
واعتبر ان “هذه الحركة لن تنعكس فقط على قطاع المطاعم و الفنادق بل على السياحة الداخلية والقرى وبيوت الضيافة”، مشيرا إلى التعاون المستمر مع وزارة السياحة لمواكبة هذا القطاع بأفضل طريقة ممكنة.  
 
وأمل نزهة في ان “يعود لبنان وجهة سياحية كما كان سابقا”، ولفت إلى ان “الأمل والاتكال هو على المغتربين اللبنانيين وعلى تسجيل أرقام مرتفعة هذا الصيف تكون أكبر مما كان يسجله لبنان ما قبل العام 2019، داعيا إلى العمل على السياحة المُستدامة كالأعراس والاستشفاء والتعليم والسياحة التجميلية وليس العمل على القطعة.
 
500 مليون دولار دخلت إلى لبنان؟  
وعن التوقعات بدخول 500 مليون دولار إلى لبنان خلال فترة الأعياد الأخيرة، أوضح نزهة انه حتى الساعة لا أرقام نهائية عن الأرباح التي حققها القطاع في هذه الفترة، ولكن من المؤكد ان النسبة كانت ممتازة ولكن هذا الأمر غير كافٍ. وطالب بأن تكون السياحة على مدار السنة وليس فقط موسمية، مُشيراً إلى ان “هذا الأمر يتطلب ترويجا كبيرا للبنان في الخارج وتشجيعا للسياحة الداخلية”.  
 
من جهته، اعتبر الخبير المالي والاقتصادي الدكتور لويس حبيقة عبر “لبنان 24” ان “ما يُحكى عن دخول 500 مليون دولار إلى لبنان خلال عيد الفطر هو رقم كبير”، وأشار إلى ان “القطاع السياحي بالتأكيد استفاد من الأعداد الكبيرة للمغتربين ولكن ليس فقط هو من أدخل الدولار إلى لبنان، فثمة دولارات أعطيت من قبل المغتربين للأهل والأقارب لا يمكن معرفة حجمها”.  
 
وأكد حبيقة ان “القطاع السياحي يحتاج لبعض الوقت لاحتساب الأرقام وإعطاء أجوبة دقيقة، ولكن من المؤكد ان هذه الدولارات ستنعش الحركة الاقتصادية”، آملا في ان يكون “موسم الصيف واعدا أيضاً”.    
 
لا شك ان الأعياد وأعداد الوافدين إلى لبنان ساهمت بتحريك العجلة الاقتصادية ولكن التعويل الآن على موسم صيف 2023 بأن يكون أفضل من الموسم السابق وبأن يدر مليارات الدولارات إلى البلد ولكن طبعا هذا الأمر رهن التطورات السياسية وإمكانية حصول حلحلة على صعيد ملف رئاسة الجمهورية وإيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية كي يتنفس لبنان الصعداء بعد 3 سنوات من معاناة أثقلت كاهل اللبنانيين.