صيف واعد بعيداً عن المفاجآت الأميركية؟

26 أبريل 2023
صيف واعد بعيداً عن المفاجآت الأميركية؟


كتب صلاح سلام في” اللواء”:زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت اليوم تختلف عن كل زياراته السابقة، سواء منذ كان نائباً لوزير الخارجية، أم حتى عندما تسلّم إدارة الديبلوماسية الإيرانية.

Advertisement

لا يمكن فصل مجيء اللهيان إلى بيروت، عن المسارات التي فتحها الإتفاق السعودي ــ الإيراني برعاية صينية رفيعة المستوى، والأجواء الإيجابية التي أشاعها التطور المفاجئ على مناطق النزاع في المنطقة، والتي أخذت ملفاتها الساخنة طريقها إلى المعالجات الجدية، بدءاً من اليمن، مروراً بتحسن العلاقات مع سوريا، وصولاً إلى الملف الرئاسي اللبناني، والأزمات المتناسلة التي تحاصر وطن الأرز.
فشل الأطراف السياسية اللبنانية في التوصل إلى صيغة توافقية لتمرير الإنتخابات الرئاسية، وضع هذا الملف على طاولة اللقاء الخماسي في باريس، ثم كان محور اللقاء السعودي ــ الفرنسي في العاصمة الفرنسية، وهو اليوم في سياق التواصل السعودي ــ الإيراني، بعيداً عن كل الإشاعات والتكهنات والتسريبات من هنا أو هناك، عن المواقف من الأسماء المتداولة في بورصة الترشيحات.
ثمة حرص من الرياض على عدم الدخول في لعبة الأسماء، والتركيز على المواصفات الأساسية المفترض توفرها في الرئيس العتيد، وفي مقدمتها أن لا يكون رئيس تحدٍ لأحد، أو أن يشكل إنتصاراً لطرف سياسي وإنكساراً لأطراف أخرى، وهذا يقتضي الذهاب إلى مساحة مشتركة بين المكونات السياسية للتوافق على رئيس يحظى بأكبر تأييد ممكن في الداخل والخارج، تسهيلاً لمهمته الإصلاحية والإنقاذية، على أن يكون من خارج منظومة الفساد التي أوصلت البلد إلى الإفلاس.
ولم يعد خافياً، أن التوافق المنتظر لن يقتصر على شخصية الرئيس العتيد فقط، بل سيشمل الإتفاق على رئيس الحكومة وتركيبتها، وبرنامج العمل الممنهج وفق جدول زمني صارم، ستتم متابعته من قبل الدول المانحة والمؤسسات الدولية المعنية، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
من المتوقع أن تأخذ الترتيبات الجديدة بعين الإعتبار هواجس كل الأطراف اللبنانية، السياسية والطائفية والحزبية، وتوفير التطمينات التي تشجع الفرقاء المعنيين على الإنخراط في المرحلة الإنقاذية. الرئيس العتيد لن يكون معادياً لحزب الله، أو يشكل مصدر قلق للحزب. كما لن يأتي من خارج دائرة التأييد المسيحي، أو يشكل تحدياً للرأي العام المسيحي.
مسار الإنفراجات المتلاحقة سينطلق في لبنان في غضون الأشهر القليلة المقبلة، مما يجعل اللبنانيين على موعد مع صيف واعد،.. إذا لم تطرأ مفاجآت أميركية تنسف مسيرة السلام والاستقرار في المنطقة.