اتصالات اميركية فرنسية تخفف اندفاعة باريس وواشنطن ترفض مقاطعة جلسات الانتخابات

26 أبريل 2023
اتصالات اميركية فرنسية تخفف اندفاعة باريس وواشنطن ترفض مقاطعة جلسات الانتخابات


عاد الوفد النيابي الذي زار واشنطن منذ أيام الى لبنان، حيث التقى أكثر من مسؤول في الادارة الأميركية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لكن اللقاء الأهم كان مع نائبة وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، وجرى البحث في ثلاثة ملفات وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» وهي المساعدات الأميركية للجيش والقوى الأمنية، اللاجئون السوريون، رئاسة الجمهورية.ووفق المصادر فإن المسؤولة الأميركية وخلال اللقاء الذي استمر حوالي الساعة، عكست امتعاض بلادها من تلكؤ اللبنانيين عن إنجاز استحقاقاتهم الدستورية لا سيما رئاسة الجمهورية، وسألت النواب الزوار أكثر من مرة عن رأيهم بترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، فكان جوابهم بأن لا مشكلة مع ترشيح قائد الجيش لكن العقدة تكمن بتعديل الدستور في مجلس النواب في ظل معارضة أطراف سياسية عدة لهذا التعديل لا سيما التيار الوطني الحر والثنائي حركة أمل وحزب الله، ما يُعرّض انتخاب قائد الجيش للطعن النيابي أمام المجلس الدستوري.ولم تتدخّل باربرا بأسماء المرشحين للرئاسة وفق ما أشارت مصادر الوفد، لكنها دعت النواب للنزول الى البرلمان وتحمّل المسؤولية وانتخاب رئيس للجمهورية، فأجاب النواب: بأننا شاركنا بإحدى عشر جلسة ولم ننجح بانتخاب رئيس ومستعدّون للنزول الى أي جلسة مقبلة، وليتفضّل الطرف الآخر بالنزول الى المجلس، ولا نعرف ما إذا كان سينزل فريق حزب الله إلى المجلس عند تأمين الأكثرية النيابية لمرشحه فرنجية.وأبلغ النواب باربرا رفضهم المطلق للطرح الفرنسي بالمقايضة بين فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة، مشيرين إلى أن فرنجية هو مرشح حزب الله وسيمدّد المشكلة في لبنان مع الدول الخليجية والعربية، كما أن نواف سلام غير مطلع على تفاصيل الحياة السياسية في لبنان وعلى زواريبها. وشكر الوفد للأميركيين دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الضامنة للأمن والاستقرار في لبنان.

وكتبت” الاخبار”: بعدَ إشارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في أكثر من مناسبة ولقاء، إلى «احتمال مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس إذا تأكّد حصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على الأصوات اللازمة لانتخابه»، كرّر وفد نيابي لبناني زار واشنطن الأسبوع الفائت، ضمّ النوّاب فؤاد مخزومي وأديب عبد المسيح ونديم الجميّل وبلال الحشيمي والياس اسطفان وغسّان سكاف وراجي السعد، الموقف نفسه أمام مسؤولين أميركيين.
وبحسب معلومات «الأخبار»،ركّز النواب في هذه اللقاءات على الهجوم على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورفض انتخابه، وكان مخزومي الأكثر شراسة بينهم، على خلفية أن تسوية سليمان فرنجية – نواف سلام التي تطرحها باريس تضع حداً لطموحاته بتولي رئاسة الحكومة. وبحسب المصادر، فإن «الوفد النيابي هاجم الفرنسيين بشدة وانتقد طرحهم»، وأكد أعضاؤه أنه «في حال فُرض خيار فرنجية عليهم فإن خيار مقاطعة جلسات الانتخاب وارد لديهم». علماً أن الموقف من خيار المقاطعة لم يكُن موحداً، إذ «عبّر النائب راجي السعد عن عدم التزامه بهذا الموقف»، مؤكداً أنه «ينتمي إلى تكتل نيابي ويلتزم قراراته وهذا التكتل لم يقاطع جلسات الانتخاب ولن يقاطعها».
وأشارت المصادر إلى أن أعضاء الوفد فوجئوا أثناء لقائهم مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف تأكيد الأخيرة على أن «الإدارة الأميركية مع عقد الجلسات وانتخاب رئيس في أسرع وقت، وهذا شأن لبناني»، ما فسر أنه رفض أميركي لخيار المقاطعة وتعطيل الجلسات. علماً أن ليف تحدثت بشكل عام من دون أن تدخل في الأسماء، ولم تعطِ أي إشارة إيجابية أو سلبية في ما يتعلق بالأسماء المرشحة.وكتبت” النهار” يرجح ان تكون وفود نيابية لبنانية زارت العاصمة الاميركية أخيرا قد بحثت مع المسؤولين الاميركيين الذين التقتهم سبل لجم وتجميد المقاربة الفرنسية. وفي هذا السياق اعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بان البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية الفرنسية، واعلنت فيه ان لا مرشح رئاسيا لفرنسا في لبنان فيما ان الخارجية الفرنسية لم تبرز مرة في كل المقاربة الفرنسية المتعلقة بالرئاسة اللبنانية، قد يكون اتى من باب اتصال اجرته الخارجية الاميركية بنظيرتها الفرنسية من اجل تخفيف الاندفاعة الفرنسية التي اقلقت للغاية قوى لبنانية بتبنيها موقف الثنائي الشيعي ومرشحه وتولي التسويق له بما وضع فرنسا في مواجهة مباشرة مع هذه القوى التي ترى خطرا كبيرا في تبني دولة مثل فرنسا مقاربة فريق مسلح قادر على تعطيل البلد وتراعيه لهذه الاعتبارات بدلا من ان تدعم القوى التي تتصدى لسيطرة السلاح. وقد تحول الجهد المعارض الى التصدي للمقاربة الفرنسية التي يرى كثر من السياسيين انها باتت تشكل احراجا لادارة الرئيس ايمانويل ماكرون من حيث عدم قدرتها على التراجع وحاجتها الى احداث اختراق ديبلوماسي وسياسي في لبنان يساهم في تعزيز الوضع الداخلي للرئيس الفرنسي .واللافت انه نقلت عن مسؤولين اميركيين او ديبلوماسيين سابقين لا يزالون يتابعون الوضع في لبنان مواقف متحفظة بل ورافضة لمضمون المقاربة الفرنسية كما ان في هذه التحفظات ما يوحي بان الاميركيين يعتقدون بان الفرنسيين ذهبوا ابعد مما يشكل اطارا لتوكيلهم في مساعدة لبنان.