توطين مقنَّع أم قنبلة موقوتة؟

27 أبريل 2023
توطين مقنَّع أم قنبلة موقوتة؟


كتب صلاح سلام في” اللواء”:المشكلة المتفاقمة حالياً، تكمن في حالة التخبط والضياع التي تعاملت معها السلطة اللبنانية مع ظاهرة النزوح السوري، وما رافقها من إختلافات ومزايدات بين الأطراف السياسية والحزبية، والتي حالت دون تمكن الدولة من تنظيم إقامة النازحين في مخيمات تخضع لرقابة السلطات الأمنية والإدارية اللبنانية، وتحول دون هذا الإنتشار العشوائي للمخيمات في مختلف المناطق اللبنانية، والتي فاق تعداد النازحين في بعضها عدد سكان القرى المجاورة لها ، كما هو الحال في عرسال ذات الغالبية السنّية مثلاً، والذين ضاق أهلها ذرعاً بالكثافة السورية، وما تسببه من مزاحمات لأبناء البلدة في لقمة عيشهم.

أما الأمر الأكثر خطورة فهو هذا الإصرار من الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية على تقديم المساعدات المالية والعينية والصحية السخية للنازحين لتشجيعهم على البقاء في لبنان، وعدم توفير الظروف والضمانات اللازمة للعودة الآمنة إلى بلدهم. بل الأنكى من ذلك أن الدول والمنظمات المانحة تفرض على السلطات اللبنانية تعليم الأطفال السوريين في المدارس اللبنانية، ووفق المناهج الدراسية اللبنانية، وليس السورية، مما يزيد من هواجس اللبنانيين ومخاوفهم من إحتمالات «التوطين المقنع» للعائلات السورية والأجيال الجديدة من أولادهم الذين أبصروا النور في لبنان، بنسبة ولادات عالية تصل إلى ٦ بالمئة، مقابل معدل الولادات اللبنانية لا تتخطى نسبة ١.٥ بالمئة!
لا من الإعتراف بفشل الدولة اللبنانية في التعامل في هذه المشكلة المتفاقمة والتي تُهدد ألأمن القومي للبلد، سواء في تحميل الدول المانحة المسؤولية في تخصيص المساعدات للعودة أولاً، وفي فتح قنوات الحوار مع سوريا للتفاهم على آلية عودة مواطينها إلى مناطقهم بعد إستتباب الأمن في معظم الأراضي السورية.
يبقى التحذير واجب من خطورة ما يجري تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي من مشاهد الإضطهاد وممارسة العنف ضد مواطنين سوريين في بعض المناطق، وكأن الهدف الترويج لمشاعر الحقد والكراهية، وشحن الأجواء المتوترة أصلاً، وتحويل الوجود السوري إلى قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار بأبسط إشارة من الخارج.