عقدت كتلة “الوفاء للمقاومة” اجتماعها الدوري، في مقرها المركزي في الضاحية الجنوبية بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
وبعد الاجتماع، صدر بيان تلاه النائب الشيخ حسن عز الدين، قال فيه:” لا يزال الاستحقاق الرئاسي يترصد الجهود الآيلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتصدى لمعالجة الأوضاع المتردية في البلاد ويعيد للسلطات فعاليتها وتوازنها وللحياة السياسية المنتجة حيويتها.
Advertisement
وإذا كانت تداعيات الأزمة الراهنة تضغط على اللبنانيين جميعا وتتسبب في توسع دائرة الشلل الذي يطاول الإدارة العامة والتعليم فضلا عن القطاع النقدي والمصرفي والاقتصادي وغير ذلك، فإن المدخل الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يمثل الخطوة الأساس في إيجاد المخارج والحلول في البلاد هو التفاهم الوطني الذي لا يزال ممكنا بين القوى السياسية اللبنانية، ليكبح جماح الانفعال من جهة وليضع حدا للإحباط من جهة أخرى وليعيد للخطاب السياسي توازنه وانفتاحه ودوره في حماية العيش الواحد ومعالجة الخلافات بموضوعية وواقعية بعيدا عن الصخب والتحدي المتبادلين.
وفيما يشهد العالم اليوم مؤشر تغيير في موازين القوى الدولية والإقليمية، تأمل معها الشعوب أن تستقر أوضاعها إلى معادلة تتوسع في ضوئها هوامش النهوض والتحرر من التدخلات الخارجية والابتزازات التي تطال المصالح والسيادة الوطنية، فإن مروحة التفاهمات التي تشهدها منطقتنا تمثل فرصا لإمكانية استقرار يطال لبنان فيما لو أحسن اللبنانيون التقاط إيجابياتها لصون وفاقهم الوطني الداخلي وفق ما يسمح بإعادة بناء دولة مؤهلة لرعاية مصالح مواطنيها وزيادة إنتاجيتهم والاستجابة لتطلعاتهم في حفظ السيادة والكرامة وتحقيق العدالة والتنمية الشاملة المتوازنة”.
أضاف عز الدين :”إن كتلة الوفاء للمقاومة إذ تواصل سعيها وتحرص على التشارك مع اللبنانيين عموما لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، وملاقاة التطورات الإقليمية لاستثمار ما يتلاءم منها مع حاجات ومصالح لبنان خلال المرحلة المقبلة، وما يسهم في إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتفعيل التضامن الوطني وتعزيز تماسكه وقدراته، فإنها خلصت في جلستها اليوم إلى تأكيد ما يأتي:
1 – إن نبرة التحدي في الخطاب السياسي لا تخدم مطلقا هدف التوصل إلى تلاق وطني منشود يخرج البلاد من نفق الأزمة المعقدة التي تطال مختلف القطاعات. وإذا كان قدر اللبنانيين العيش المشترك أو الواحد، فإن السبيل المناسب والمتاح هو التواصل والتأكيد الدائم والمتبادل على المشتركات والثوابت الوطنية والعمل على تدوير الزوايا بين التباينات في غير المسائل المصيرية والوجودية.
ثم إن التهويل بالانعزال أو الانقسام هو منطق موبوء لا تستقر معه جماعة ولا يبنى على أساسه مجتمع ولا وطن.
2 – إن الكتلة إذ تدعم مرشحا طبيعيا لرئاسة الجمهورية، فإنها تبدي اقتناعها بذلك وتحث الآخرين لإعلان مرشحهم وتدعوهم للحوار الجاد والمسؤول، أملا بالوصول إلى تفهم وتفاهم متبادلين.. وهي إذ تملك الحجج والأدلة المنطقية والموضوعية الكافية فإنها لا تصادر رأي أحد في البلاد كما أنها لا ترضى مصادرة رأيها من قبل أحد أيضا.
3 – تعرب الكتلة لمناسبة عيد العمال، عن خالص تقديرها وحرصها على مصالح كل عمال البلاد، وترى في كدحهم وجهودهم تجذيرا للانتماء الوطني وتنمية لكل قطاعات الاقتصاد المنتج. وترى أن إنصاف العمال وحماية حقوقهم واجب وطني يرقى إلى أعلى سلم الشرف الإنساني وتحمل المسؤولية.. كما ترى أن تقدم المجتمع ونموه، رهن الرعاية الخاصة لأوضاع العمال والمعلمين والقوى العسكرية والأمنية؛ ولئن فرضت الأزمة الراهنة معاناة إضافية قاسية على هذه الشرائح، فإن على الجميع إيلاء تحسين هذه الأوضاع العناية الفائقة صونا للمجتمع وحفظا لاستقراره وتماسكه.
4 – تتابع الكتلة قضايا التعليم والصحة ومؤسسات هذين القطاعين الحيويين في البلاد، وتعمل بالتعاون مع كل الجهات والمراجع المعنية وسط الأزمة الراهنة على رفد وتحسين ما يمكن من أوضاعهما، وترى أن الدولة المسؤولة عن رعاية شؤون وحاجات مواطنيها لا بد أن تولي هذين المرفقين الاهتمام المطلوب لجهة توفير الكلفة المطلوبة والكادر الإداري والمتخصص، وبرامج التطوير المتواصل”.