مع عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت في الايام الماضية، فإن الترقب سيد الموقف للجولة التي سيقوم بها على بعض المسؤولين والقيادات السياسية، الذين سيتبلغون موقف المملكة من انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لا سيما وان التسريبات التي كثرت في الايام الماضية تحدثت عن ليونة سعودية من ترشيح فرنجية، في حين أن المعارضة، وفق ما يقول مصدر سياسي، “تحاول، منذ اتفاق بكين، دحض كل ما يقال عن تغيير في موقف الرياض لا سيما حزب “القوات اللبنانية” الذي يتبع نهج تحوير الوقائع واغراق الوسط السياسي والاعلامي ببيانات النفي، بعدما وجد نفسه خارج المفاوضات الجارية”، على حد قول المصدر.
ويقارن المصدر “بين تعاطي الحزب الاشتراكي مع الاستحقاق الرئاسي وتعاطي حزب القوات، حيث اعتبر ان الأول يحاكي في مواقفه المتغيرات الإقليمية والدولية وغالبا ما ينجح في تلقف كلمات السر، في حين أن الثاني يغالي في مواقفه الصدامية التي ينتهي دورها عندما تنضج التسويات بين المحاور الإقليمية والدولية”.
يأتي ذلك وسط معلومات مؤكدة تشير إلى أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أكد ان إيران تدعم التوافق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس، جدد تأييد بلاده لانتخاب فرنجية وذلك خلال لقائه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبالتالي أبلغ عبد اللهيان من التقاهم أن المفاوضات السعودية الإيرانية بحثت في الملف اللبناني من دون أن يتطرق إلى تفاصيل المحادثات.
وليس بعيدا تقول مصادر سياسية أن فرنسا لا تزال متمسكة بتبني فرنجية بشكل حاسم وقد تبلغ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هذا الموقف من السفيرة الفرنسية آن غريو التي زارته قبل ثلاثة أيام، مع اشارة المصادر نفسها إلى أن العلاقة ليست جيدة بين معراب وباريس جراء الموقف الفرنسي من الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما يفسر ما اعلنه رئيس حزب القوات سمير جعجع في اطلالته الاخيرة. ومرد ذلك ما ورد إلى مسامع قوى المعارضة من معلومات مؤكدة تشير إلى أن مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل اتصل بالرئيس بري وابلغه أن أجواء تواصله مع السعوديين بملف فرنجية ايجابية، وأن هذا المسار يمكن الاستمرار به وللبحث صلة. وما يقلق قوى المعارضة ايضا أن جولة البخاري المرتقبة قد تحمل هذه المعطيات الايجابية والتي لن تكون محل ترحيب عند حلفاء المملكة.
وعليه،أمام كل هذه المعطيات والتطور في المواقف الذي فرضته الوقائع الجديدة في المنطقة من اتفاق بكين إلى عودة العلاقات السورية السعودية إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، وصولا إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دمشق الأربعاء المقبل وما يحكى عن زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض قبل القمة العربية، يمكن القول بحسب الاوساط السياسية أن الآمال معقولة على انتخاب رئيس قبل مطلع الصيف.
المصدر:
لبنان 24