أكثر من بيان وموقف صدر في الأيام القليلة الماضية لاسيما من قبل المعارضة عكس نفيا لما يشاع عن توجه خارجي بتأييد وصول رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة. وعند التدقيق في هذه المواقف يمكن قراءة ما هو بين السطور، ولاسيما استباق المعارضة رفض أي محاولة تصب في دعم مرشح الممانعة ، وبيان القوات اللبنانية وقبله موقف الكتائب واضحان في هذا السياق . لا يمكن التعويل على تبديل رأي افرقاء المعارضة وبعض النواب، في حين أن التيار الوطني الحر نأى بنفسه عن الخوض في تفسير المعطيات الخارجية بشأن الأستحقاق الرئاسي، ربما لأنه قال رأيه في معارضة ترشيح فرنجية ولم يشر إلى أنه على استعداد لأي استدارة .في هذا الوقت تكثر التحليلات ، بعضها يبشر بقرب حلول الاستحقاق ويضرب مواعيد له وبعضها يستبعده بالكامل . وما بين هذه التحليلات ، ينتظر رئيس المردة الفرصة من أجل الأقدام على خطواته المقبلة لاسيما التواصل مع الكتل النيابية الرافضة لأنتخابه.
فهل يتلقى رسائل أو إشارات تدفعه إلى المباشرة بهذا الحوار ام يعلق أي نشاط له؟هنا تقول أوساط سيايية مطلعة ل”لبنان٢٤” أن حركة فرنجية الأخيرة في الداخل كانت محصورة بالنطاق الضيق وشملت المقربين منه والحلفاء ،ولم تتوسع في اتجاه المعارضين له، مع العلم انه راغب في ذلك لكن الأصداء المحلية التي تصل إليه غير مشجعة فرفع الفيتو أمام انتخابه كفيل بالا يجعله يقدم على أي مسعى حواري حتى وإن ارتدى في البداية طابع التهدئة في سياق إزالة العوائق أمام تبادل الآراء، معربة عن اعتقادها أن ما يرفد حركة فرنحية هو جرعات تأييد خارجية علما أنه ذكر في اطلالاته التلفزيونية أنه لم يسمع بأية سلبية تجاهه.وتفيد هذه الأوساط أن المعارصة أوصدت الأبواب أمام مرشحي قوى الممانعة، فكيف ستعود عن قرارها وكيف ستؤمن الأصوات له فضلا عن أنها فندت، ومن خلال بعض البيانات ولاسيما بيان القوات اللبنانية “الأخبار المفبركة والمغلوطة عن مخطط الممانعة”، لافتة إلى أن ما قام سابقا من لقاءات بين المردة وباقي القوى السياسية يختلف عن أية لقاءات ذات صفة رئاسية، فالمسألة هنا تتعلق بالرفض المطلق لرئيس من محور الممانعة وليس لفرنجية فحسب .وبالنسبة إلى المعارضة فإن الكلام عن التلويح بأحداث أمنية لفرض رئيس من جهة “قوى الثامن من آذار”لا يمكن القبول به ولذلك يقوم الحديث عن موقف مضاد لما يحكى عن خيار الفراغ أو رئيس ممانعة.إلى ذلك تشير الاوساط إلى أن للتيار الوطني الحر حسابات أخرى وهو لم يستطع هضم ترشيح فرنحية وإصرار الثنائي الشيعي على دعمه ولاسيما حزب الله ، والعلاقة المقطوعة مع تيار المردة على حالها ولربما إعادة تحريك التواصل مع القوات اسهل بكثير من أي تواصل مع فرنجية ، مؤكدة أنه، في كل الأحوال، ما من مبادرة جديدة لأصدقاء مشتركين أو سعاة خير لأن الكلمة الفصل في الاستحقاق للجهد الخارجي بعدما باتت المبادرات الداخلية وعلى قلتها في خبر كان، حتى أن رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط رفع العشرة في الموضوع، ولهذا السبب لم يسجل له أي تحرك مؤخرا والمسألة تتعلق بعودة السفير السعودي وليد البخاري وما إذا كانت هناك من زيارات مرتقبة لموفدين يعملون على خط الرئاسة.ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل بأي تعديل في توجه القوى السياسية حيال الاستحقاق وبالتالي لا يزال من المبكر التقاط الأشارات التي توحي بأن ربيع الرئاسة آت.