تعاود المشاورات الرئاسية حركتها، وسط غياب المؤشرات الجدية عن امكانية التوافق على الحلول المطلوبة وأولها في الملف الرئاسي.
وكتبت” النهار”: بدا لافتا في الأيام الأخيرة ان منسوب الرهانات على الانعكاسات الإيجابية المفترضة للاتفاق السعودي الإيراني الذي كان مرتفعا في الفترة السابقة قد بدأ بالانخفاض والتراجع بعدما استشعرت القوى اللبنانية بمعظمها ، ان رياح هذا الاتفاق لم تلفح لبنان بعد في ما يؤشر الى احد احتمالين : اما عدم طرح الملف اللبناني على طاولة المفاوضات والاتصالات الجارية بين الدولتين راهنا والتي يرجح ان تستنفد الخطوات الجارية في اليمن أولا قبل الانتقال الى ملفات إقليمية أخرى في مقدمها او من بينها لبنان . واما ان الفريقين اجريا مقاربة أولية للملف اللبناني بدءا من الازمة الرئاسية ولم تستكمل بعد خشية الاصطدام بخلاف بينهما لا يريد أي منهما تعريض الاتفاق بينهما لاهتزاز سريع ومبكر بسببه . وهو ما يرجح المراقبون انه كان السبب في التحفظ الشديد الذي ابداه وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان حيال الازمة الرئاسية واكتفائه بالتشديد على تكرار الدعوة الى “الاتفاق والتوافق” خلال زيارته الأخيرة للبنان .
وكتبت” البناء”: لا يزال الملف الرئاسي محل أخذ وردّ وسط معلومات متضاربة حول مواقف دول الاجتماع الخماسي من الاستحقاق الرئاسي، في ضوء ما رشح عن موقف اميركي معارض للمبادرة الفرنسية وذهاب واشنطن الى إحباط هذه المبادرة، ويظهر ذلك في رسالة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، اللذين أعربا فيها عن قلقهما من الجمود السياسي في لبنان، وأكدا لبايدن ضرورة العمل من قُرب مع حلفاء أميركا وشركائها في المنطقة لدعم العملية الديمقراطية الشرعية ومرشّحين رئاسيين، يكونون مختلفين عن الرؤساء السابقين، ويملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته.الا ان ديبلوماسيا عربيا تُشارك بلاده في اللقاء الخماسي قال لـ«الجمهورية» انّ «إخراج لبنان من الشغور الرئاسي أصبح على قاب قوسين او أدنى على قاعدة فصل الانتخابات الرئاسية عن سائر الازمات اللبنانية وعدم ربطها بالخلافات الداخلية، في اعتبار انّ هذه الانتخابات تشكل مدخلاً الى معالجة الازمة المالية».وكشف هذا الديبلوماسي «أن الاتصالات قطعت شوطاً كبيراً في الاسابيع الاخيرة وان الاشتباك السياسي المستمر في لبنان لا يعكس حقيقة واقع الحال لجهة ما يحصل خارجياً».وقال: «انّ القوى السياسية المختلفة ليست حتى اللحظة على دراية بالتطورات الخارجية، وان هناك توافقا ضمن اللقاء الخماسي على ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي الذي بات يشكل خطراً على الواقع السياسي اللبناني، وانّ هناك ضرورة لإنهاء هذا الشغور كبداية لوضع المعالجات المطلوبة على المستوى المالي، وانّ التوافق سيكون شاملاً 3 نقاط: انتخابات رئاسية، تكليف رئيس حكومة، تشكيل حكومة، وذلك من اجل ان لا يدخل الوضع اللبناني في عوائق من بعد انتخاب الرئيس لجهة التكليف ولجهة التأليف لأنّ انتخاب الرئيس من دون الوصول الى حكومة يعني استمرار الوضع الانهياري على حاله، ولذلك يجب تجاوز كل المسائل العالقة المتّصلة بتشكيل السلطات الدستورية ممّا يؤدي الى انتظام العمل الدستوري المؤسساتي.أما في التحركات السياسية الداخلية فقد اعلن ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع سيستقبل في معراب نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عند الساعة السادسة من مساء اليوم الثلثاء . كما ذكر ان بو صعب سيزور بكركي . ومعلوم ان بو صعب باشر الأسبوع الماضي تحركا نحو جميع رؤساء الكتل النيابية سعيا الى كسر الجمود ومحاولة إيجاد تسوية للازمة الرئاسية .واستقبل بو صعب امس السفيرة الاميركية دوروثي شيا في منزله بالرابية، حيث بحث الطرفان في مجمل الأوضاع العامة. وافيد ان النقاش تطرق إلى آخر المستجدات على الساحة اللبنانية لجهة الإستحقاقات الراهنة، وفي مقدّمها الملف الرئاسي، حيث كان تشديد على ضرورة إيجاد مخارج للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.