لا نستطيع وحدنا إعادة الفئة الأكبر من النازحين

2 مايو 2023
لا نستطيع وحدنا إعادة الفئة الأكبر من النازحين

كتب محمد علوش في “الديار”: عندما بدأ الحوار السياسي بين المملكة العربية السعودية وسوريا، بعد جولات طويلة من الحوار الأمني، كان لافتاً تركيز المملكة على مسألة عودة النازحين الى بلدهم، لأن الأمر بالنسبة لها يتعلق بمستقبل سوريا السياسي وتثبيت التوزيع الديموغرافي فيها، ووجود الطائفة السنية التي ينتمي إليها أغلب النازحين المنتشرين حول العالم، لذلك كان ملف النازحين ملفاً أساسياً في كل اللقاءات التي جمعت الطرفين.

 
وعندما زار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد السعودية، سمع موقف المملكة الواضح بشأن ضرورة عودة النازحين والعمل على تأمين هذه العودة، كذلك كان للملف حصة وازنة خلال استقبال الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في دمشق في 18 نيسان، وبحسب مصادر متابعة، فإن الرئيس السوري تطرق بالتفصيل الى هذا الملف ورؤيته له.
 
وتكشف المصادر أن الأسد مقتنع بضرورة عودة النازحين الى بلدهم، ولديه في السلطة أجهزة كاملة تعمل لأجل هذا الخيار، وكان سبق لهذه الأجهزة أن أبلغت لبنان على سبيل المثال، أن سوريا مستعدة لاستقبال حوالى 150 ألف نازح سوري في لبنان في شهر واحد مع تأمين سكنهم، أي 150 ألف نازح ممن لا يملكون منازل يسكنوها، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن سوريا غير قادرة وحدها على استعادة النازحين، مشيرة الى أن الرئيس الأسد أكد للسعوديين في كل مرة تحدثوا فيها بخصوص هذا الملف، أن العودة تقع على عاتق سوريا والدول العربية والدول الغربية.
 
ويرى الأسد أن استمرار حصول النازحين على مساعدات مالية وعينية بدول النزوح، يمنع أي أحد من التفكير بالعودة الى سوريا بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، وبالتالي بحال كانت الدول تريد حل أزمة النزوح، عليها التفكير بأن تدفع المساعدات للسوريين داخل سوريا، والأهم التفكير الجدي بإعادة الإعمار، لأن هذا المشروع الضخم سيؤمن فرص العمل لمئات آلاف السوريين الذين سيعودون الى بلدهم لاجل العمل، وهنا بحسب السوريين يكون دور السعوديين والعرب.