السعودية لن تدخل في الاسماء وفرنسا تتقدم رئاسياً

5 مايو 2023
السعودية لن تدخل في الاسماء وفرنسا تتقدم رئاسياً


حتى اللحظة، وبعد عودة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري لم يطرأ اي تبدل جوهري على الموقف السعودي، اقله في الشكل، اذ ان الاجواء التي نقلها السفير الى من إلتقاهم حول الازمة اللبنانية لم تحمل تبني ترشيح اي شخصية سياسية لرئاسة الجمهورية.

كما ان الرياض لم تتموضع خلف ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كما كان كثر يأملون ويتوقعون في ظل التقارب بين الرياض من جهة وسوريا وايران من جهة اخرى، وهذا ما اعطى هامشا من وقت والحركة لحلفاء السعودية في لبنان لكي يحاولوا حرق ورقة فرنجية في الاسابيع المقبلة.لكن التبدل الذي يمكن التعويل عليه، والذي ظهر من خلال زيارات البخاري هو النظرة الى الاستحقاق الرئاسي، اذ ان الرياض باتت اكثر ليونة، بمعنى انها لا تزال غير راغبة في خوض معركة اي مرشح ،لكنها اكدت وبشكل علني انها لا تعارض وصول فرنجية للرئاسة وهذا بحد ذاته يعطي دفعا لترشيح الرجل ويفتح المجال له بمزيد من الاتصالات.وبحسب مصادر مطلعة فإن اكثر المتأثرين بموقف الرياض الايجابي قد يكون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يؤكد المقربون منه انه يتمنى وصول فرنجية لقصر بعبدا لكنه لم يكن يرغب ابدا في تخطي الفيتو السعودي المفترض عليه، وهذا يعني ان جنبلاط قد يعيد تموضعه ليصبح مؤيدا لفرنجية الى جانب حليفه التاريخي رئيس مجلس النواب نبيه بري..كما ان مؤيدي فرنجية باتوا يعولون بشكل كبير على اللقاءات القصيرة التي يعقدها السفير البخاري في معراب، ما يوحي، وفق هؤلاء بالفتور المسيطر على العلاقات بين القوات اللبنانية والمملكة والتي لا يمكن تفسيرها سوى بما يرتبط بالاستحقاق الرئاسي، وبتراجع الحدة السعودية حوله.كل ذلك يساهم في فتح ابواب كثيرة امام فرنسا الراغبة بممارسة دورها السياسي مع بعض القوى السياسية لدفعها للقبول بفرنجية او تسهيل حصول الانتخابات الرئاسية، فالضوء الاخضر السعودي يكاد يظهر امام الفرنسيين لتأمين حصول انتخابات رئاسية توصل فرنجية ضمن توازنات سلطوية ترضى عنها الرياض، وعليه فإن المرحلة المقبلة ستشهد تسارع الاتصالات الفرنسية حول الملف الرئاسي.لم ينقل البخاري اجواء انقلاب سعودي في لبنان، بل على العكس لكن اداءه اراح الفريق الداعم لفرنجية اكثر مما اراح خصومه من دون او يوجه لهم ضربة سياسية قاضية، وهذا يعني ان التفاؤل بإتمام الاستحقاق الرئاسي في وقت قصير جدا لا يزال في غير محله.