جنبلاط والمسعى التوافقي.. استراحة قبل الجدّ

10 مايو 2023
جنبلاط والمسعى التوافقي.. استراحة قبل الجدّ


لم يقرر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط تعليق أي نشاط له يتصل بالرئاسة، فهو على متابعته ورصده لمساع داخلية يقوم بها بعض الأفرقاء، في حين أن مبادرته حول الأسماء التوافقية للرئاسة لم تشق طريقها كي لا يقال أنها رفضت.

أدار وليد بك محركاته في ملف الرئاسة في فترة سابقة وعاد واطفأها لشعوره بأن المناخ غير ملائم وأن الأفرقاء السياسيين على تناحرهم . ومع مرور الوقت، بدت الصورة بالنسبة إليه أوضح، فلائحة الأسماء التي جال بها على الكتل النيابية كان في الامكان أن تشكل نقطة انطلاق بحث واسع يخلص إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الشغور الرئاسي بالتالي لو أنها حظيت بالأجماع المطلوب .ما حصل هو أن هذه اللائحة بما تضم وضعت في الجارور، مع العلم ان بعض الأسماء يتم التداول بها من حين إلى آخر كمخرج للأزمة ، والبعض منها مقبول لدى فريق ومرفوض لدى الأخر .في الوقت الراهن ابتعد رئيس الاشتراكي عن أضواء المبادرات وكانت خطوته مدروسة نظرا للحراك الخارجي القائم ولتطورات ملف العلاقة بين إيران والمملكة العربية السعودية وما تبع ذلك. فهل أن جنبلاط علق أي نشاط له يتصل بالرئاسة لجلاء الأمور، ام أنه يتحرك من جديد ؟ وماذا عن طرحه القديم، وهل يعدل به؟ما هو معروف عن رئيس الاشتراكي أنه من ابرز الداعين إلى التسوية ضمن سياق التوافق وهذا المبدأ لم يتبدل. وتقول مصادر سياسية مطلعة ل لبنان ٢٤ إن زعيم المختارة لم يلمس حتى هذا التاريخ رغبة جدية بانجاز الاستحقاق الرئاسي، وقد عبّر عن ذلك أكثر من مرة، لكنه في الوقت نفسه لا يرى مانعا من أي تدخل جديد عندما يعبد الأفرقاء السياسيون النظر في توجهاتهم، وهو على استعداد لأي مبادرة تحمل صفة التفاهم الكلي، إذا أمكن، تجنبا لأي خطوة ناقصة في المستقبل.وتعرب المصادر نفسها عن اعتقادها ان جنبلاط يخضع لنوع من الاستراحة من دون أن يعني أنه غائب عن الاجتماعات أو الزيارات التي تحط في دارته من بعض الساعين إلى إحداث خرق في المشهد الرئاسي، وليس مستبعدا في أي لحظة، أن يأخذ المبادرة مجددا أو أن يكلف المقربين والموفدين بالتحرك واستطلاع الأمور أو حتى مناقشة فكرة جديدة أو طرح ما على صعيد الرئاسة، لافتة إلى أن اللائحة التي سبق له أن قدمها عدّل بها وأضاف إليها أسماء وبالتالي هذا دليل إضافي على انفتاحه على شخصيات لا تشكل تحديا لأحد .وتوضح المصادر أن جنبلاط يستكمل تواصله مع القوى السياسية وقد يقوم تباين بينه وبينها في مسألة قراءة المواصفات الرئاسية، كما له محطات في الداخل والخارج، ويقر بأن التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أمر مسلم به ولذلك يختار عين التينة كمحطة أولى له للانطلاق، مشيرة إلى أن ما من مرشح مفضل لدى جنبلاط يعمل على تسويقه بدليل ابرازه أهمية لائحة شخصيات توافقية .وعما إذا كان هناك من أي جهد أو مسعى قريب لرئيس الاشتراكي، تفيد المصادر أن المسألة مرتبطة بالجو العام وبتليين المواقف وبسلسلة إشارات من شأنها أن تجعل اي حركة جديدة على صعيد الاستحقاق الرئاسي منتجة وتفضي إلى انتخاب رئيس للبلاد، على أن أية مبادرة غير مدعمة بأسس متينة لن تقود بطبيعة الحال إلى أي نتيجة كما هو ظاهر .في المحصلة، ينتقي زعيم المختارة التوقيت المناسب لإعلان توجه ما غالبا ما يكون مبنيا على معطيات وإي تأخير في ذلك فمرده إلى تجنبه الخوض في صولات وجولات تقطيعا للوقت .

المصدر:
لبنان 24