لعمل ينسجم مع رؤى وطموحات صاحب الذكرى

12 مايو 2023
لعمل ينسجم مع رؤى وطموحات صاحب الذكرى

أحيت جمعية “المعلم بطرس البستاني”، حفلا لمناسبة المئوية الثانية لولادته تحت عنوان “يوم المعلم بطرس”، في قاعة المكتبة الوطنية – الصنائع، برعاية وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، وحضور النائب فريد البستاني، وشخصيات معنية.

 
ومن وحي المناسبة، القى وزير الثقافة كلمة جاء فيها :”المعلم بطرس البستانيسقى الله بديمة سكوب من غمام لبنان، ذكرى بطرس بن بولس البستاني، على غرار ما كان جده يسقي بساتين الجبل، ومثلما سقى هو بساتين العقول، بالحبر الذي سال في عروق النهضة العربية الأولى، كتبا ومجلات وموسوعة وقاموسا وترجمات، وسوى ذلك من منائر معرفية أضاءت القرن التاسع عشر، وما برحت وقادة الحضور إلى اليوم في ظلمات أعمارنا الكالحة.
 
 وشدد المرتضى على أهمية قراءة ما كتب المعلم بطرس البستاني:”أردت أن أقرأ معكم على عجل بعضا من سيرة معرفية باذخة، لرجل انعجنت أيامه بالحبر والفكر، قولا وفعلا، فعرف كيف يخمر زمانه بخميرة العمل الدؤوب، وكيف يسهر على وطنه العمر كله، فيسقيه من ينابيع التراث والترجمات والعلوم، ويترك للأجيال التي جاءت بعده والتي ستأتي بعدنا منجزات ثقافية يفيض من يومها غدها. ولقد أردت من هذه القراءة أن نصل جميعا، كلبنانيين، إلى الدخول في مسألة تشبه “كشف الحجاب عن علم الحساب”، وهو كتاب مدرسي وضعه المعلم بطرس في علم الرياضيات وبقي يدرس زهاء نصف قرن. هذا الكشف الذي أدعو إليه، ينبغي له أن يضع اللبنانيين أمام معادلة حسابية وطنية دقيقة يطرحها هذا السؤال: نحن في لبنان نفتخر بأن نكون من مواطني المعلم الكبير بطرس البستاني، فهل تراه يشعر تجاهنا الشعور نفسه، ونحن على ما نحن عليه من الآفات التي حذرنا منها؟.” وختم وزير الثقافة كلامه :”صدقوني يا أحبتي، لا تنفع الذكرى إذا لم يرافقها عمل ينسجم مع رؤى وطموحات صاحب الذكرى”.
 
بدوره القى النائب فريد البستاني كلمة حيث قال :”أرحب بكم جميعا، باسمي وباسم “جمعية المعلم بطرس البستاني”، في هذا الصرح الثقافي المميز، وفي هذا اليوم بالذات، يوم المعلم بطرس الذي أرادته الجمعية ملتقى للفكر والثقافة والرؤية والوطنية، نستذكر فيه كبيرا من بلادنا، ونستلهم تعاليمه وأقواله، ونقتدي بمسيرته الغنية الشاملة، وننتمي إلى فعل التنوير الذي أطلقه، إبن بلدة الدبية الشوفية، قبل مائتي عام، حتى غطى بأشعته كل هذا الشرق.أضاف :”هذا الرجل الذي، بسعة معرفته، وبعزمه وإرادته، وبدأبه ومثابرته، وبرؤيته وبصيرته، استطاع خلال ستين سنة من عمره، أن يزيل عتمة لفت بلادنا ومنطقتنا، بسراج نور أضاءه ورفعه على منارة، فاهتدى به كثر، وانطلق مذذاك عصر النهضة، يبشر بغد أفضل لشعوبنا وأوطاننا. وكل الفضل في ذلك لمن علمنا أن حب الوطن من الإيمان، وأن الدين لله والوطن للجميع”.