وأضافت الصحيفة: “هي أكثر المراحل التي نلتمس فيها إيجابيات لحسم الاستحقاق وإنهاء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية التي ستكون بداية لانتظام عمل المؤسسات الدستورية”، لافتة إلى أن الجو القائم “يشير إلى قرب عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس، يفوز فيها مرشح على قاعدة الاحتكام للمنطق الديمقراطي”، في إشارة إلى الفوز بأغلبية الأصوات في الدورة الثانية.
وينتظر موقف حاسم لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط مساء الاثنين، في الملف الرئاسي، بعدما استمهل يوم الأحد الماضي الإعلان عن موقفه، بانتظار التشاور مع نجله رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النيابية تيمور جنبلاط. وقالت مصادر “التقدمي الاشتراكي” إن جنبلاط سيتطرق في المقابلة إلى الواقع السياسي والاستحقاق الرئاسي، وحيث سيجدد موقفه الثابت من ضرورة انتخاب رئيس توافقيّ لا يعتبر رئيس تحدٍّ لأحد، وقادر على إجراء إصلاحات ويعيد لبنان إلى علاقاته العربية، فضلاً عن ضرورة أن يحظى بموافقة الكتل المسيحية الأساسية.
كذلك، سيتطرق جنبلاط إلى ما حُكي في الإعلام عن اختلاف في المواقف بينه وبين نجله رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” تيمور جنبلاط، حسبما قالت المصادر لـ”الشرق الأوسط”، حيث “سيحسم هذا الملف، ويضع حداً للفوضى والشائعات ويقدم مقاربة حاسمة في هذا الملف الحزبي والنيابي”. إضافة إلى ذلك، سيتطرق إلى الملفات الساخنة في البلد مثل ملف النازحين السوريين والموضوع الاقتصادي والاجتماعي، ويتحدث عن خطورة الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي جعل بعض الملفات فريسة المواقف الارتجالية وإجراءات خاضعة للابتزاز والشعبوية.
وتنسحب الأجواء الإيجابية على سائر القوى السياسية، وكان لافتاً إعلان عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية “أننا سنكون أمام رئيس جديد للجمهورية في الأسبوعين المقبلين”، وقال إن “هناك استعجالاً سعودياً لانتخاب رئيس لتستقيم المؤسسات”، مشيراً إلى أن “السفير السعودي وليد بخاري في لقائه مع الكتلة لم يسمِّ أحداً ولم يضع (فيتو) على أحد حتى على اسم سليمان فرنجية، وكان الحديث متمحوراً حول أن الجميع صديق للمملكة ومن ينجح ستكون المملكة إلى جانبه”.
وقال في حديث إذاعي: “حتى اللحظة كتلتنا في نقاش داخلي ويهمها برنامج المرشح، ونحن على مسافة واحدة وفي حال ترقب تام بانتظار الشخصية التي سيتفق عليها المسيحيون ليُبنى على الشيء مقتضاه”. وتابع: “نحن قاب قوسين من إعلان اسم ستتفق عليه المعارضة، وبحسب المعلومات فإن (الفيتوات) سقطت عن الجميع وسنصبح أمام مرشَحَين للرئاسة”، مضيفاً: “برأيي لن يبقى ميشال معوض مرشحاً للرئاسة و(حزب الله) لا يريد فرنجية مرشح تحدٍّ”.وكتبت” النهار”: قد تكون نبرة السخرية التي عبّر عنها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط حيال “المنقذ المنتظر” أكثر طرق التعبير شفافية عن المآل الذي بلغته الأزمة الرئاسية من تخبط وغموض في سوق التقديرات والاحتمالات المتضاربة. إذ أنه في مناخ التخبط الأخذ في الاتساع منذ أيام، غرّد جنبلاط أمس عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “متى سيخرج المنقذ المنتظر نسر الإصلاح وحبيب الجماهير من صندوق الاقتراع بعد تصويت نواب الأمة الأبرار ومباركة سفراء السند والهند، ويعلو شاهقاً حتى يلامس الشمس والثريا، حاملاً الأرجوان من صندوق النقد، شاهراً صولجان العدل والملك؟ متى يا قوم متى؟”. وأرفق جنبلاط تغريدته بمقطع فيديو بعدسة المصوّر الأميركي مارك سميث، لنسر يخرج من أمواج البحر حاملاً سمكة اصطادها.
والواقع ان التضارب في التوقعات بلغ مستوى قياسياً بين من بات يجزم بوصول “وشيك” لمرشح “محور الممانعة” سليمان فرنجية استنادً إلى لقائه الصباحي إلى فطور مع السفير السعودي وليد بخاري في دارة السفير في اليرزة وكأنه لقاء منح الغطاء لانتخابه بعد إسقاط الفيتو السعودي عنه، ومن بات يتوقع ردة سياسية قوية تقوّض فرصة فرنجية مع اقتراب قوى المعارضة من اختيار مرشحها الجديد البديل من ميشال معوض لمقارعة فرنجية في الفصل الحاسم من المعركة.
في كلّ المقلبين بدا واضحاً أن المعركة السياسية الداخلية تحوّلت إلى مواجهة دعائية وإعلامية طاغية، بحيث يغلب فيها الطابع الدعائي الضاغط على المعطيات الجدية الموثوقة وبذلك تفقد معظم المواقف والمعطيات صدقيتها ويبقى الرأي العام عرضة للكثير من التضليل والتلاعب بالوقائع الصحيحة. ولكن العامل الثابت من بين كل ما يساق ويطرح في سوق الإثارة، هو أن ثمة شبه إجماع لدى القوى السياسية على وجود ضغط متعاظم إن بفعل مواقف خارجية متعاظمة وأن بفعل زخمة استحقاقات داخلية منتظرة تفرض اعتبار حزيران المقبل مهلة وانذاراً حاسمَين يتعين بذل كل الجهود الاستثنائية لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد وإنهاء حالة الشغور الرئاسي خلالها.وكتبت” الديار”: المعطيات والمستجدات المتسارعة على الصعيدين الخارجي والداخلي خصوصا في ضوء جولة السفير السعودي على الاطراف السياسية اللبنانية، تصب في اطار حسم الاستحقاق الرئاسي في فترة لا تتجاوز منتصف حزيران المقبل.
وفي هذا الاطار نقلت مصادر مطلعة عن مرجع سياسي بارز لـ “الديار” امس ان العد العكسي لدعوة الرئيس بري الى جلسة انتخاب الرئيس قد بدأ فعلا، وان كلامه عن ١٥ حزيران كحد اقصى لتحقيق هذه الغاية ليس لحث القوى السياسية لحسم امرها فحسب، وانما يستند الى معطيات وعناصر عديدة توافرت لديه مؤخرا اضافة الى محاذير تاخر انتخاب الرئيس بعد حزيران على اكثر من صعيد. وان هذا الموعد يكاد يكون ملزما لكل الاطراف في ظل الاجواء والضغوط الخارجية والداخلية التي لم تعد تحتمل التأخير.
ووفقا للمرجع فان المناخ الايجابي ياتجاه الحسم هو جدي اكثر من اي وقت مضى، وان المعطيات المستجدة تفترض الذهاب الى جلسة لانتخاب الرئيس والاحتكام الى اللعبة الديمقراطية من دون تاخير او ابطاء.وما يعزز هذا المناخ اجواء اللقاءات المكثفة التي اجراها السفير السعودي وليد البخاري مع الاطراف والكتل النيابية، والتي بلورت خلالها رسالة سعودية صريحة وواضحة لا تعكس موقفها فحسب بل تعبر الى حد بعيد عن موقف لقاء الدول الخمس.
ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ”الديار” فان هذا الرسالة تتلخص بثلاث لاءات مهمة وذات مغزى : لا فيتو على اي مرشح ومنهم سليمان فرنجية، لا للتعطيل واستتباعا تعطيل نصاب انعقاد جلسة انتخاب الرئيس، لا لاستمرار تمديد الفراغ الرئاسي او تاخير موعد التئام المجلس لحسم هذا الاستحقاق.
اكد مصدر مطلع لـ “الديار” ان الكلام عن محاولة للاتفاق على مرشح موحد للفريق الذي لا يؤيد فرنجية هو صحيح، وقال “هناك محاولة جدية تجري وهي مستمرة، وهناك اخذ ورد بين سائر الاطراف المعارضة لفرنجية وبينهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لكن هذه المحاولة لم تنته بعد الى نتيجة حاسمة “.
واضاف ان هناك تقدما لصالح اختيار الوزير السابق جهاد ازعور من بين الاسماء الاخرى المطروحة، لكن هذا التقدم يحتاج الى مزيد من البحث والتوضيح.
واشار الى ان القوات اللبنانية كانت تطرح اسمي قائد الجيش العماد جوزاف عون والنائب السابق صلاح حنين وتتحفظ على ازعور، لكنها ابدت مؤخرا مرونة تجاهه.
اما التيار فكان يشدد على مروحة اسماء من بينها ازعور وزياد بارود ويعترض على العماد جوزاف عون.
ومع مرونة القوات تجاه ازعور بقي البحث غير محسوم حول ما يركز عليه التيار بالنسبة لعدم حصول تحدٍ وعلى استنفاد محاولات الاتفاق على مرشح توافقي غير فرنجية.وكتبت” الانباء الكويتية”: مسحة التفاؤل باقتراب انتخاب رئيس الجمهورية مهددة بالانحسار، مع عجز نواب المعارضة عن تسمية المرشح المناسب، بمواجهة مرشح “الثنائي” “أمل” وحزب الله، سليمان فرنجية، الذي تلقى بالأمس شحنة دعم إضافية من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بإعلان تمسكه بترشيح فرنجية للرئاسة، ودعا الآخرين إلى تحديد مرشحهم.واعتبرت مصادر متابعة أن إصرار نصرالله على ترشيح فرنجية، رغم المعارضة المسيحية الشديدة، كما على تطبيع العلاقات اللبنانية- السورية، له تفسير وحيد، غايته الإيحاء لمن يعنيهم الأمر بأن مفتاح الرئاسة اللبنانية في دمشق.وفي رأي هذه المصادر، أن التطبيع مع سورية يستلزم بعض الوقت، قياسا على استكمال علاقاتها مع الدول العربية الأخرى.