ساد ترقب شديد ما ستؤول اليه اللقاءات السرية والاتصالات المحمومة الايلة الى توصل قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” الى مرشح رئاسي موحد والا ستعود الأمور الى المربع الأول.وكتبت” النهار”: بلغت الاتصالات والمحاولات الجارية لتوصل القوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” الى الاتفاق الحاسم على اسم مرشح رئاسي جديد ذروتها امس، اذ أفادت معلومات عن عقد اجتماع بعيد من الأضواء بين ممثلين هذه القوى مساء امس. تزامن ذلك مع تصاعد اللغط حول الموقف النهائي الذي يفترض ان يتخذه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل سواء صح ما تردد عن تواصل بينه وبين الرجل الأمني الأول في “حزب الله” وفيق صفا في محاولة متقدمة لاعادة تعويم الاتفاق بين “الحليفين” على الملف الرئاسي بعدما تخلخل تفاهمهما الى اقصى الحدود ام لم يصح. ولعل التطور اللافت في هذا السياق ان الجهود التي تصاعدت بين قوى المعارضة لبت اسم المرشح الذي ستعتمده توقفت عند الربع الساعة الأخير الذي صار رهن الموقف الحاسم الذي يفترض ان يتخذه جبران باسيل، اما لجهة خروجه الحاسم من أي تفاهم مع “حزب الله” والتوافق مع المعارضة على اسم مرشح مشترك، واما محاولته مراعاة الحزب او تجنب الحسم مجددا لعدم قطع شعرة معاوية معه. ومعلوم ان غربلة الأسماء التي جرت بين قوى المعارضة والاتصالات التي جرت بينها وبين “التيار” ثبتت أسماء كل من جهاد ازعور وصلاح حنين وزياد بارود وسط تقدّم لاسم جهاد أزعور. كما ارتفعت في اليومين الأخيرين اسهم النائب نعمة افرام في الكواليس التفاوضية بين هذه القوى.
وإذ رفضت “القوات اللبنانية” كشف الأسماء، قالت مصادر مسؤولة بارزة فيها لـ”النهار: “لا نستطيع أن نقول “فول تيصير بالمكيول”. هناك تقدّم وتواصل ولقاءات وتفاعل، لكن الأمور مرتبطة بخواتيمها. وبانتظار هذه الخواتيم، لا يُمكن الجزم بأيّ شيء. ما يمكن قوله: المعارضة على تواصل مستمر، وهناك سعي مستمر للوصول إلى اتفاق على مرشّح واحد، شرط أن يحوز هذا المرشّح النصف زائد واحداً، وإلا بقينا على ترشيح النائب ميشال معوّض”. ولفتت الى ان “التطور الجديد الذي دخل على الخط هو التواصل بين المعارضة و”التيار الوطني الحر”، وما لم تستطع المعارضة تحقيقه لجهة توحيد صفوفها حول مرشّح واحد تتجاوز معه النصف زائد واحد يمكن أن يتحقق مع “التيار الوطني الحر”؛ وإذا تحقّق ذلك انتقلنا إلى مشهد جديد، وتكون المعارضة و”التيار” قد وضعا معاً الثنائي – الشيعي، “حزب الله” وحركة “أمل”، أمام أمر واقع رئاسيّ جديد، يتحمّل فيه مسؤوليّة عدم فتح البرلمان وعدم وصول المرشّح الذي يحوز على الأصوات التي تؤهّله لأن يُنتخب رئيساً للبلد”. وفي حال لم يتقاطع باسيل مع المعارضة، ستبقى الأمور على ما هي عليه بالنسبة إلى “القوات” فالاستحقاق تحرّك بفعل التقاطع بين المعارضة و”التيار” على مرشّح واحد، وبخلاف ذلك ستعود الأمور إلى المراوحة؛ لذا، ما نأمله هو عقد جلسات متتالية للبرلمان، وهو ما دعا إليه الدكتور سمير جعجع اليوم “.وكتبت” الاخبار”: لا يزال الحذر يحيط بالمؤشرات الإيجابية التي رُوجت حول نتائج الوساطة التي يقودها رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، بين معراب وميرنا الشالوحي، للاتفاق على تسمية مرشح تحمله الكتلتان المسيحيتان الرئيسيتان وخصوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية متى دعا إليها الرئيس نبيه بري.ينطلق التفاؤل من «الحشرة» التي وجد معارضو فرنجية أنفسهم فيها، بعد توقيع الاتفاق الإيراني – السعودي وما نتج منه من تطورات أبرزها انفتاح الرياض على دمشق، وموقفها «المحايد» من الأزمة الرئاسية كما نقله السفير وليد البخاري لجهة عدم وجود فيتو على رئيس المردة، ما استوجَب «لمّ شمل المعارضين بمعزل عن الحسابات المتضاربة». أما الحذر فمردّه عدم تسجيل جديد في ما يتعلق بأسماء المرشحين التي «باتت محصورة بينَ اسمين أحدهما الوزير السابق جهاد أزعور»، إضافة إلى أن ما ينغّص جوّ الارتياح للتواصل المفتوح والمباشر هو «القلق وعدم الثقة بجدّية النائب جبران باسيل وإن كانَ حقاً سيذهب إلى الاتفاق مع القوى المعارضة على اسم من دون تنسيق مع حزب الله»، والتأكيد على ضرورة انتظار ما سيسفر عنه لقاؤه مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، علماً أن أحداً لم يؤكد انعقاد هذا اللقاء. وكان عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني واضحاً في نقل هذا الجو، إذ أمِل «أن لا يستخدم باسيل تواصله مع المعارضة كورقة تفاوض مع حزب الله»، لافتاً إلى «أننا نعمل بقناعاتنا، وعدم التقاطع مع التيار على اسم لا يعني العجز عن جمع الأكثرية لأن ثمة قوى أخرى قد تسهم في تأمين أكثرية الـ٦٥». وفي هذا الإطار، تقول مصادر في المعارضة أن «الكرة في ملعب باسيل، وعليه أن يقرر ما إذا كان يستطيع السير في اسم المرشح المتفق عليه في حال فشل في إقناع حزب الله به».في المقابل، وصفت مصادر متابعة حراك المعارضين لفرنجية بأنه «محاولة من هذه القوى لتحصين تموضعها، وسط محاولة طرفي الصراع تسجيل تقدّم بالنقاط، على غرار الارتياح الذي سادَ أوساط الفريق الداعم لفرنجية بعدَ جولة البخاري». وأشارت إلى أن «خصوم فرنجية يقولون إن هناك اتفاقاً على أزعور، لكن أحداً لم يتواصل معه حتى الآن، فهل هم واثقون بأنه سيقبل الترشيح، وهل يرشحونه قبل أن يعرفوا ما هي الشروط التي سيضعها؟». كذلك، لفتت المصادر إلى أنه لا ينبغي اعتبار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «في الجيبة»، إذ إنه لا ينظر بكثير من الرضا إلى الخيارات التي تنجم عن اتفاق القوات والتيار، وهو كان واضحاً عندما قال في لقاء تلفزيوني، ليل أمس، إن «المشكلة هي بين باسيل و(سمير) جعجع فهما من يضعان الفيتوهات على المرشحين… وعندما اتفقا أوصلا ميشال عون إلى سدة الرئاسة»! وكرّر الدعوة إلى «مرشح تسوية».وكتبت” نداء الوطن”: بدا المشهد على ضفة الثنائي الشيعي الذي ينشط باسمه “حزب الله” متمترساً وراء خيار سليمان فرنجية. وأرفق الحزب عرضه المتكرر لـ”التفاهم” بما أشار اليه نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم من “اتجاه المنطقة نحو التفاهم والاستقرار”، وكأنه ضامن ان تطورات المنطقة هي في مصلحة سيطرته على لبنان.فعلى ضفة الممانعة بدت معطيات “الحزب” من خلال قناة “المنار” ان رئيس “التيار” جبران باسيل، ما زال يقف في مربع عدم اتفاق المعارضة على اسم مرشح واحد وأن لا وجود لـ”خيار” الوزير السابق جهاد أزعور. وفي المقابل، كانت المعارضة تنتظر ولا تزال باسيل كي يوحد كلمته معها، إلا انه، (أي باسيل) وبحسب مصادره الاعلامية، يضع الاولوية لـ”البرنامج وليس للاسم”، في وقت علمت “نداء الوطن” ان باسيل يراهن على تطور خارجي يعفيه من مهمة الوقوف ضد خيار “حزب الله” المتمثل بفرنجية، ويعرضه لغضب الحزب.وكشفت مصادر على خط الاتصالات لـ«اللواء» ان المفاوضات بين باسيل وجعجع دخلت في مراحلها الاخيرة، في سباق مع الوقت، نظراً الى ان الاطراف اللبنانية ابلغت ان جلسة الانتخابات الرئاسية يتعين ان تعقد بعد القمة العربية بوقت قصير، قد لا يتجاوز الاسبوع الاول من حزيران المقبل.وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اتصالات تتم بين أعضاء المعارضة بهدف بلورة الموقف الموحد. بشأن ترشيحات رئاسة الجمهورية وأشارت إلى أن تمهُّل المعارضة في الإعلان عن تحركها الجديد عائد إلى أكثر من سبب. ورأت أن مواقف رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي النائب السابق وليد.جنيلاط لم تدلل على أنه على الموقف والتوجه نفسه مع النعارضة لاسيما بالنسبة إلى مقاربة الاستحقاق الرئاسي ودور رئيس الجمهورية.وكشفت مصادر سياسية ان مكونات المعارضة خرجت بانطباع بعد سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية والسياسية الاخيرة،بوجوب ان تتفق فيما بينها على مرشح، تنازل به مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية،والا ستكون ورقة المعارضة ضعيفة في المواجهة المحتدمة حول الانتخابات الرئاسية، وتسقط بعدها كل حجج وذرائع تعطيل نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية.واشارت المصادر انه إزاء هذا الواقع، تسارعت خطى المشاورات والاتصالات الجارية،للاتفاق بين معظم اطراف المعارضة،للخروج باتفاق على اسم مرشح واحد للرئاسة،وقطعت المشاورات شوطا كبيرا باتجاه الاتفاق على اسم مرشح،ينتظر ان يعلن عنه في الساعات القليلة المقبلة، باعتبار انه لايمكن تأجيل التسمية الى وقت غير معلوم، لان تسمية المعارضة لمرشحها، يكون بمثابة رسالة للمشاورات الثنائية والموسعة التي ستجري على هامش القمة العربية التي ستعقد المملكة العربية السعودية بعد أيام معدودة، لمساعدة لبنان لاخراج الاستحقاق الرئاسي من جموده وتسريع خطى انتخاب رئيس الجمهورية.وكتبت” الديار”: ووفقا للمعلومات، فان الرئيس بري رفض على نحو قاطع عرضا نقله نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، بعد جولته الاخيرة على القوى السياسية والنيابية، ويقضي بالدعوة الى جلسة انتخاب لا يحصل فيها فرنجية على الاصوات الكافية، ويكون الامر مبررا امام «الثنائي الشيعي» للتخلي عندها عن مرشحه تحت ضغط الاستحقاقات المصيرية، ابرزها انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعليه لا يمكن الذهاب الى تسوية حول اسم ثالث يكون محل اجماع وطني! لكن بري رفض الامر على نحو قاطع، واشار الى ان مسألة ترشيح فرنجية ليست مناورة، ولا يمكن التراجع عن دعمه بعدما باتت حظوظه افضل من اي وقت مضى! وهذا يعني ان لا تراجع عن دعم فرنجية ، لا في 15 حزيران ولا بعد هذا الموعد.ووفقا للمعلومات، فان الاجتماعات بين قوى المعارضة مستمرة، واصبحت أمام اختبار جدي سعوديا، بعدما ابلغهم السفير السعودي «انه لم يعد من الجائز الاستمرار في رفضها لترشحه فرنجية من دون أن تتقدَّم بمرشحها»، وفي هذا السياق، يقر مصدر معارض ان هذه القوى تعيش حالة من الإحراج الخارجي الذي يحاصرها، بامتناعها حتى الساعة عن الدخول على خط المنافسة لإنهاء الشغور الرئاسي، وهي امام اسابيع مفصلية قبل شهر حزيران المقبل، حيث يتوقع على نحو قاطع ان يدعو بري الى جلسة للانتخاب.وكتبت” الانباء”: لا تبدو محاولات إنتاج توافق على مرشح موحّد لمناوئي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية قد حققت اختراقاً بعد، رغم كل التسريبات عن تحقيق نجاح في الاتفاق على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، حيث تؤكد مصادر نيابية أن ما قاله النائب السابق وليد جنبلاط في حواره التلفزيوني أمس، يحمل ضمناً الاعتذار عن ترجيح الكفّة بين معسكري ترشيح فرنجية ومواجهته، متحدثاً عن فراغ حتى يتفق الأقطاب، مقدّماً اسم الدكتور شبلي ملاط كمرشح علامة للتمايز عما يتم تداوله، مشيراً إلى أهلية الوزير السابق جهاد أزعور لتولي منصب حاكم مصرف لبنان. وتضيف المصادر النيابية أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يؤكد أن التيار لا يزال عند موقفه الداعي إلى توافق من يصفهما بفريقي الممانعة والمواجهة. وهذا يعني ان التيار لن يشجع على مزيد من التأزم بالانضمام إلى إحدى جبهتي الاصطفاف، وأن التقييم الإيجابي لبعض أسماء المرشحين المتداولة يتم تحت عنوان البحث عن تسوية تضمّ الجميع لا عن معركة تنتهي برابح وخاسر لن يستطيع الرابح فيها أن يحكم.