ثنائية مسيحية مقابل ثنائية شيعية… هل تبصر النور؟

18 مايو 2023
ثنائية مسيحية مقابل ثنائية شيعية… هل تبصر النور؟


لنسّلم جدلًا أن في امكان “المعارضة” بكل مكوناتها، ومعها كل من “التيار الوطني الحر” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، التوصّل إلى توافق بعد تذليل كل العقد وتخطّي كل العقبات على اسم مرشح تذهب به إلى “ساحة النجمة، ومعه ما يقارب السبعين صوتًا، فإن هذا يعني بالمفهوم العام أن “الثنائي الشيعي”، الذي يحاول حشد ما يقارب الـ 65 صوتًا لمرشحه رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، سيعتبر المرشح الذي سيتمّ التوافق عليه من قبل “المعارضة” هو مرشح تحدٍّ، تمامًا كما تعتبر “المعارضة” إصرار “الثنائي الشيعي” على دعم ترشيح فرنجية تحدّيًا لأكبر ثلاث قوى مسيحية أساسية في البلد، إضافة إلى “القوى التغييرية” وعدد من المستقّلين. 

فعندما يُقصد بالتسليم الجدلي بإمكانية توافق “المعارضة” مع “التيار الوطني” فهذا يعني أن الأمور غير محسومة حتى الآن، وأن النائب جبران باسيل، وهو الخبير بتكتيكات المواعيد والمفاجآت، لن يحسم أمره قبل أن يتأكد من جملة أمور، ومن بينها وأهمها، ما يمكن أن يفيده الوقوف مع هذا المحور أو مع ذاك سياسيًا، خصوصًا إذا لمس استعدادًا من قبل “الثنائي الشيعي” بالتفاوض على إمكانية سحب ترشيح فرنجية. إلاّ أن هذه الفرضية غير مطروحة على أرضية الواقع على رغم تلويح باسيل بورقة انضمامه إلى محور “المعارضة”، التي لا تزال تنتظر خطوته النهائية، وهو الذي يعتقد أنه لا يزال لديه متسع من الوقت ليمارس المزيد من المناورات السياسية، وذلك لضمان حصوله على موقع متقدّم في أي معادلة رئاسية جديدة. 
بعض الذين كانوا شهودًا على مفاوضات “معراب 1” يقولون ردًّا على الذين يحاولون التشكيك بصدق نوايا طرفي “المعراب الأول”، ويقلّلون من حظوظ إمكانية توافق “القوات” و”التيار الوطني” من جديد حول بعض الملفات، إن ظروف اليوم مغايرة عمّا كانت عليه ظروف الأمس، وأن “القوات” و”التيار” ليسا وحدهما في “الميدان الرئاسي”، خصوصًا أن حزب “الكتائب اللبنانية”، الذي كان معارضًا بشدّة لـ “معراب 1″، هو أكثر المتحمسين اليوم لأي اتفاق جديد، وهو الذي لعب دورًا أساسيًا وتمهيديًا لإزالة بعض العراقيل من أمام عودة التفاوض بين طرفي نزاع “معراب 1″، وبالتالي فإن أي اتفاق محتمل لن يكون تحت مسمّى  لا “معراب 2″، ولا “ميرنا الشالوحي 1″، ولا “الصيفي 1″، بل هو اتفاق جماعي ومن دون أي مسميات، وهو اتفاق سيكون بأغلبيته مسيحية، ولكنه يضم عددًا لا بأس به من غير الطوائف. 
إلا أن توافق “المعارضة” على اسم مرشح من بين ثلاثة أسماء أو أربعة مقابل مرشح “الثنائي الشيعي” لا يعني أن ظروف انتخاب رئيس جديد للجمهورية قد أصبحت مؤاتية، لأن كلا الطرفين لا يزالان يملكان “فيتو” تعطيل أي جلسة انتخابية لا تكون لمصلحة مرشحهما. وهذا يعني حتمًا ذهاب الجميع إلى الحلول الوسطية، وهذا يعني أيضًا سقوط مرشحي المواجهة أو التحدّي. والحلول الوسطية، في رأي أكثر من خبير سياسي، لا يمكن فهمها إلاّ من منظار إمكانية التفاهم على مرشح ثالث يكون مقبولًا من الجميع، بمن فيهم “الثنائي الشيعي” والثنائي المسيحي” كأكثريتين وازنتين، خصوصًا إذا سلّمنا جدلًا أن الجميع يريدون أن تجري الانتخابات الرئاسية، وأن يُفكّ أسر لبنان من قبضة “المافيات” والفاسدين. 
وفي رأي هؤلاء الخبراء أن اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون هو من بين الأسماء البديلة المطروحة بقوة كمرشح توافقي. وللحديث تتمة.