أولويات لبنان الضاغطة حضرت في القمة العربية.. وخارطة طريق لحل ملف النازحين

20 مايو 2023
أولويات لبنان الضاغطة حضرت في القمة العربية.. وخارطة طريق لحل ملف النازحين


رغم حضور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي القمة العربية في جدة إلا أن مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد بقيت الحدث الاستثنائي للدورة الـ32، وتظهر ذلك في كلمات القادة العرب من رؤساء وملوك وامراء، والتي أبدت حفاوة بالأسد وبعودة سوريا إلى الجامعة العربية، علما أن البيان الختامي للقمة شدد على تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وتكثيف الجهود لمساعدتها على الخروج من أزمتها، وإنهاء معاناة الشعب السوري.

انتهى بيان جدة إلى توافق عربي تاريخي حول ضرورة التكاتف لحل قضايا الأمة وأكد اتخاذ خطوات لحل الأزمة السورية والتضامن مع السودان وتأييد المبادرة السعودية للسلام في اليمن. وحث البيان السلطات اللبنانية على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للبلاد، وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وإجراء إصلاحات اقتصادية للخروج من الأزمة الخانقة.لم يكن احد متوقعاً ان يتصدر لبنان الاهتمام العربي نظرا للتحديات التي تواجهها دول المنطقة وعلى رأسها اليمن والسودان وسوريا. ومع ذلك فإن دعوة لبنان إلى القمة رغم رهان البعض على عدم مشاركته بسبب الفراغ الرئاسي، شكل فسحة مهمة نظرا للقاءات التي عقدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش القمة مع عدد من الرؤساء ونظرائه وربطا بالكلمة التي القاها والتي فندت كل ما يعاني منه لبنان، فكانت شاملة لكل الاولويات الضاغطة سواء الازمة السياسية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، أو أزمة النازحين بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية على لبنان مع تقديمه خريطة طريق لحل هذا الملف من خلال إعادة اعمار المناطق المهدمة.شكل الطرح السابق الذكر إلى حد كبير بداية تفاهم لبناني- سوري حول معالجة هذا الملف، كما أن بيان قمة جدة أبرز معطى جديدا تمثل في ابداء الحاضرين تفهما لموقف لبنان بضروة عودة النازحين إلى بلدهم، حيث اشاد بالجهود التي بذلها لبنان لحسن استضافة النازحين ورحب بالمواقف العربية المنسجمة مع موقف لبنان الذي يدعو إلى تكثيف وتسريع جهود اعادة النازحين إلى بلادهم بعد ان باتت الظروف اكثر ملاءمة لعودة آمنة وكريمة. ويبدو ان رئيس الحكومة في طور تشكيل لجنة سياسية تضم وزراء الخارجية والشؤون والمهجرين بالاضافة إلى الامن العام لتقديم الملف بطريقة مختلفة إلى المعنيين في دمشق.يقف لبنان على مفترق طرق، وليس خفيا على احد من المسؤولين العرب هذا الواقع، ولذلك قارب الرئيس ميقاتي الملف اللبناني من جوانبه كافة ومن دون كفوف او مسايرات، فهو على يقين اسوة بالذين حضروا القمة ان معالجة مشكلة النازحين ليست لبنانية او سورية بحتة او عربية، إنما تحتاج إلى تكامل الجهود العربية والدولية لإنجاز هذا الملف، لكنه في الوقت نفسه حث الدول المؤثرة عربياً وخليجياً على إعادة الإعمار في سوريا عندما تحدث عن أهمية الموقف العربي الجامع والمحفّز عبر مشاريع بناء وانعاش للمناطق المهدّمة لوضع خارطة طريق لعودة الأخوة السوريين إلى ديارهم.ولأن المملكة تشكل رافعة للمشهد الجديد في المنطقة بعد اتفاق بكين والمصالحة السعودية – السورية وسوف تكون معنية وممسكة بأكثر من ملف، سعى ميقاتي في كلمته المختصرة، إلى تصويب الأمور مع المملكة راغبا بعودة البوصلة اللبنانية – السعودية إلى ما كانت عليه منذ سنوات خلت فخاطب السعوديين بالمباشر ان لبنان يتخذ اجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر الحدودية اللبنانية ومنع تهريب المخدرات إلى الدول الخليجية وكل ما يسيء إلى استقرارها، فهو شكل لجان متخصّصة في الوزارات المعنيّة لمتابعة كل ما يلزم في هذا الشأن.”مَن استطاع نقل المملكة العربية السعودية وشبابها إلى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا إليها وتحويل المملكة إلى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى، في فترة قصيرة، ليس صعباً عليه أن يكون العضد لأشقائه في لبنان”، هكذا خاطب رئيس الحكومة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع اقتناعه أن السعودية تنتظر من لبنان انتخاب رئيس وتشكيل حكومة تلتزم مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي، الذي وضعت أسسه حكومة الرئيس ميقاتي من خلال الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي وإحالة عدد من مشاريع القوانين الإصلاحية إلى البرلمان.