مشهدية لافتة.. هكذا قرأ سوريون في لبنان عودة بشار إلى القمة العربية

20 مايو 2023
مشهدية لافتة.. هكذا قرأ سوريون في لبنان عودة بشار إلى القمة العربية


“رجع السيد الرئيس”.. بهذه العبارة، أعربَ أحد السوريين القاطنين في منطقة الشوف عن سعادته بعودة الرئيس السوري بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية، معتبراً أن حضور الأخير قمة جدة، أمس الجمعة، كان بمثابة “إنتصار” له.

بالنسبة لبعض السوريين في لبنان، تعتبرُ المشهدية الحالية في سوريا بمثابة “مُحفّز” لهم، إذ يرون أنّ ما جرى عربياً مع دمشق قد يُعدّ مقدمة للحلول المُنتظرة. في الوقت نفسه، يجدُ آخرون أنَّ العودة السورية إلى الجامعة العربية تعني نسيان معاناة حربٍ دامت 12 عاماً.لا يتردّد النازح السوري عبد الكريم (32 عاماً) في تأكيد أهمية عودة بلاده إلى الحضن العربي، معتبراً أن هذا الأمر قد يُشكل نقلة نوعية لهم كنازحين.ويضيف:”من قال إننا نريدُ البقاء خارج بلادنا إلى الأبد؟ الأمرُ هذا غير صحيح، والحقيقة بالنسبة لي هي أننا كنا نحتاج إلى أرضية فعلية لهذا الأمر، ومن الممكن أن تشكل العودة السورية إلى العرب مفتاحاً لحل أزمتنا كنازحين”.ويُردف: “نرى أن التكافل العربي في سبيل إنهاء أزمة النزوح هو السبيل نحو إنهائها، وهذا الأمرُ يحتاج إلى تعاون مع سوريا أولاً، وثانياً إلى وجود أرضية تكفل عودة كريمة لنا إلى بلدنا”.اللافتُ أن ما جرى يوم أمس في القمة العربية كان محطّ إهتمام الأطفال السوريين الصغار. فداخل إحدى “صالونات الحلاقة”، كان التلفازُ موجوداً ليبثّ مشاهد من القمة، فيما كان بعض الأطفال السوريون يشاهدون ما يُعرض أمامهم، ويرون أنّ رئيس بلادهم يحضر هناك. أحد الأشخاص يقول لطفله: “شوف.. هيدا رئيسنا بشار”. هنا، لم يُحرك الصبي الصغيرُ ساكناً سوى أنه ابتسمَ قليلاً وسط سكوتٍ تام. قد يكونُ هذا المشهد كفيلاً لإبراز أمرين: الأول وهو أن الطفل لا يعي المشاهد التي يحضرها، فيما الأمر الثاني يشير إلى أن هناك حاجة لدى السوريين لتعليم أطفالهم حبّ بلدهم والإنتماء إليه وذلك في عُمر صغير.بالنسبة للنقطة الأخيرة، فإن ما يتبين أن سياسة “تثقيف” الأطفال السوريين وطنياً مفقودة، فلا إشارات توحي بذلك إلى حدّ أن بعض هؤلاء يقولون: “ما منعرف سوريا، ونحنا عايشين هون”. حتماً، الكلام هذا قد يكون نابعاً من ضعفٍ في تنمية الحس الوطني لدى هؤلاء من قبل ذويهم، وبالتالي قد ينعكس ذلك على العودة المنشودة والمطلوبة. وفعلياً، فإنه من دون “إنتماء” لا عودة ولا بقاء في سوريا، وبالتالي قد يكون ذلك مفتاحاً لأزمة ممتدة “ثقافياً” ووجودياً.