حسم “حزب الله” بشكل لافت النقاش حول المناورة العسكرية التي دعا اليها وسائل الاعلام والاعلاميين اليوم الاحد في مناسبة “ذكرى التحرير”، اذ اكد ان كل التضخيم الذي يحصل لحجم المناورة هو نتيجة تقديرات خاطئة، وما سيحصل سيكون مناورة محدودة بالحجم وبالقدرات التي ستعرض وذلك في اطار العمل على ابراز عوامل قوة لبنان في مواجهة اسرائيل.
عمليا استطاع الحزب من خلال البيانات الرسمية والمنشورات التي نشرها الناشطون المقربون منه، انهاء اي تحليل حول اهداف المناورة، اذ لا يبدو انه يريد ايصال اي رسائل عسكرية تجاه اسرائيل، في الاصل هذه الرسائل يتم ايصالها عبر قنوات اشمل وليس عبر مناورة محدودة داخل موقع عسكري للحزب.من خلال توقيت المناورة، يمكن قراءة الرسائل السياسية التي يسعى الحزب الى ايصالها، فهو يريد ان يستفيد من المناخ الايجابي في المنطقة ومن عملية التقارب الكاملة بين الدول العربية من جهة وبين ايران سوريا من جهة اخرى، ليقول انه حاضر بسلاحه الموجه ضد اسرائيل، وان هذا السلاح بات اليوم خارج النقاش السياسي في الداخل اللبناني وربما في المنطقة.ستنقل عدة قنوات عربية وغربية الجولة الاعلامية للحزب والمناورة العسكرية في الوقت الذي يخوض فيه الحزب تنسيقا شبه يومي مع الفرنسيين من اجل اتمام التسوية الرئاسية، ما يعني ان احدى رسائل المناورة هي ان الانفتاح الغربي ولاحقا العربي على حارة حريك سيحصل من دون اي تعديل في سلوك الحزب المرتبط بنشاطه العسكري في لبنان وضد اسرائيل.لا يمكن فهم المناورة العسكرية للحزب من جانب “احتفالي” فقط، اذ انها تأتي في لحظة تاريخية في المنطقة وفي ظل تطورات استثنائية.ولعل ما صدر من ايجابيات عن القمة العربية في جدة، طالت حتى الحزب بشكل او بآخر، يجعل حصول هذه الخطوة الاعلامية العسكرية، في اطار تكريس دور الحزب في المجال العسكري.وتعتبر مصادر مطلعة ان حزب الله يرغب بالعودة الى مرحلة ما قبل العام ٢٠٠٥ من حيث شبه الاجماع الداخلي والعربي على دور سلاحه في مواجهة اسرائيل، ويجد ان اللحظة ملائمة لاظهار حجم الانعكاس الايجابي للتطورات والتسويات الاقليمية عليه وعلى سلاحه بعد سنوات طويلة من الاستهداف.قد تكون الجولة الاعلامية وفتح ابواب المعسكرات لوسائل الاعلام لحظة تحوّل في الجو الاعلامي العام، الذي يعاني الحزب منه منذ فترات طويلة وهذا بدوره سيكون مجرد انعكاس لكل ما يحصل بين الدول المعنية بالملف اللبناني من طهران الى الرياض وصولا الى دمشق.