ضربة قويّة لـالمعارضة… ما هو إصطفاف التيّار الجديد؟

24 مايو 2023
ضربة قويّة لـالمعارضة… ما هو إصطفاف التيّار الجديد؟


على الرغم من أنّ “التيّار الوطنيّ الحرّ” لا يزال غير موافق على دعم الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيّة، يبدو أنّ عضو تكتّل “لبنان القويّ” النائب آلان عون قدّم أكبر هديّة لـ”الثنائيّ الشيعيّ” من خلال إعلانه أنّ المحادثات الرئاسيّة مع أفرقاء المعارضة لا يُمكن أنّ تنجح، من دون مباركة “حزب الله” و”حركة أمل” للاتّفاق، بالتوازي مع التسويق لشخصيّة من داخل تيّاره، إنطلاقاً من أنّها لا تنال رفضاً من حارة حريك، ولأنّها حليفة وغير مستفزّة لها.

 
ويرى الكثيرون أنّ الإستحقاق الرئاسيّ عاد إلى المربّع الأوّل، وبعد فشل كافة الإتّصالات بين أفرقائها، يقول مراقبون إنّ المعارضة أمام خيارين: الأوّل الإستمرار بانقسامها وترشّيحها رئيس “حركة الإستقلال” النائب ميشال معوّض، في مقابل مرشح آخر تُسمّيه كتلة “التغيير”، والثاني الإتّفاق سريعاً بين مكوّناتها على مرشّحٍ واحدٍ، تكون حظوظه أكبر من فرنجيّة، وقادر أقلّه على نيل 60 صوتاً.
 
وفي هذا السيّاق، تستغرب أوساط نيابيّة “ممانعة” عدم قدرة المعارضة حتّى تاريخه على توحيد جهودها والسير بمرشّحٍ يُواجه سليمان فرنجيّة في مجلس النواب، وتقول إنّ الأخير لا يزال المرشّح الأكثر جديّة، لأنّ نواب الثامن من آذار باستثناء “التيّار” يدعمونه منذ اليوم الأوّل من انطلاق جلسات الإنتخاب، فيما الفريق المقابل غير قادر على الإتّفاق، وفي الوقت عينه، يُريد تعطيل وصول رئيس “المردة” لبعبدا. وتُضيف الأوساط أنّ الفراغ تتحّمل مسؤوليته المعارضة، التي تعمل على إطالة الشغور الرئاسيّ، عبر عدم الإقتراع لفرنجيّة، الذي يُعتبر أبرز المرشّحين وأكثرهم حظوظاً، بينما هي ليست مُؤهلة لتسميّة مرشّحٍ واحدٍ.
 
وقد اشترط رئيس “الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل، وليس فقط النائب آلان عون، أنّ يُوافق “الثنائيّ الشيعيّ” على مرشّح المعارضة، وكان الحديث متقدّماً على إسم جهاد أزعور، الذي سمّاه “التيّار” ورئيس الحزب “التقدميّ الإشتراكيّ”، ولكن انتخابه يصطدم بعدم رغبة “حزب الله” بالتصويت لشخصيّة مقرّبة من صندوق النقد والبنك الدوليّ، وقد أبدى اعتراضه على هذا الأمر مراراً، كذلك، فهو ليس بوارد التخلّي عن فرنجيّة في الوقت الراهن، لأّن الظروف في المنطقة تصبّ لصالحه.
 
ويقول المراقبون إنّ “التيّار” نجح بهذا الشرط بالعودة إلى حضن حليفه الشيعيّ، وأعاد الكرة الرئاسيّة إلى ملعب فريق الثامن من آذار. ويُشير المراقبون إلى أنّ هذا الأمر لا يعني أنّ باسيل عَدّل موقفه من ترشّيح فرنجيّة، لا بالعكس، يرون أن طرح آلان عون لفكرة مناقشة أيّ إسمٍ من داخل “الوطنيّ الحرّ” مرّة جديدة، بحجة أنّ أيّ شخصيّة من تكتّل “لبنان القويّ” هي صديقة لحارة حريك، ولن تطعنها في ظهرها، وتكون تنال دعماً من أقلّه كتلة نيابيّة مسيحيّة، ما يُؤمّن الغطاء المسيحيّ لها الذي يفتقده فرنجيّة، الهدف منه التسويق مُجدّداً لباسيل رئاسيّاً، إذ يُشدّد المراقبون على أنّ الأخير لا يُوافق على ترشّيح أيّ أحد سواه من داخل تيّاره، وقد تأكّد هذا الواقع بعد فشل نوابه بتسميّة أيّ إسمٍ، ولا يزال خيارهم الورقة البيضاء.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ هناك رغبة فعليّة من قبل بعض نواب ميرنا الشالوحي بالمحافظة على خطّ “التيّار” السياسيّ، وهناك رفضٌ من قبلهم بإنهاء هذا الدور، ويرون أنّه من المهمّ انتخاب شخصيّة من داخل “الوطنيّ الحرّ”، قادرة على إكمال ما بدأ به الرئيس السابق ميشال عون. ويوضح المراقبون أنّ محاولة باسيل التقارب من المعارضة للضغط على “حزب الله”، وانتخاب مرشّح وسطيّ لن يخدم أهداف تكتّل “لبنان القويّ”، لأنّ هذا الرئيس سيُناقض كل السياسات السابقة التي شرع بها الرئيس عون.
 
ويتّضح للبعض في “الوطنيّ الحرّ” أنّ هناك إمتعاضاً من الإشكال الرئاسيّ والحكوميّ بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وهناك رغبة بإصلاح هذا الخلاف، مع التأكيد أنّ الطلاق بين هذين الحليفين لا يُمكن أنّ يتمّ، لأنّ المصالح التي تجمعهما أهم مما يُفرّقهما. ويختم المراقبون قولهم إنّ التواصل بين باسيل والمعارضة لم يُعطَ أهميّة كبيرة من قبل “حزب الله”، لاعتقاد “الحزب” أنّ “التيّار” لا يُمكنه أنّ يبحث عن المنافع لفريقه بعيداً عنه، وهذه حقيقة ثَبُتَت بعد توقيع “إتّفاق مار مخايل”، وصولاً إلى انتخاب ميشال عون والتحالفات الإنتخابيّة.