التفاؤل بانتخاب رئيس قريباً يناقضه تشاؤم ما بعده

25 مايو 2023
التفاؤل بانتخاب رئيس قريباً يناقضه تشاؤم ما بعده


كتبت روزانا بو منصف في” النهار”: تعتقد مصادر مسؤولة بناء على خارطة الطريق التي تم تظهيرها ما بعد الاتفاق الايراني واعادة رئيس النظام السوري بشار الاسد الى الجامعة العربية والاهم التطبيع العربي معه ان لبنان لا يزال وحده ينتظر ان يأتي دوره .والمنطق الذي يبنى على هذه التطورات الاخيرة يؤشر الى انه قد يكون المحطة التالية الذي لا بد ان تلي الخطوات التي تحققت حتى الان . ومع ان ممثلي دول مؤثرة سبق ان اكدوا ان لبنان بات على اهبة ان يشهد الفصل الختامي لمسرحية انتخابات الرئاسة الاولى على قاعدة ان الاشهر التي مرت على الشغور الرئاسي تجاوزت الحد المقبول ولو انها لم تقارب بعد مدة التعطيل التي اعتمدت ولمدة عامين ونصف العام حتى تأمين وصول ميشال عون الى السلطة، فان الدور الذي اخذته السعودية لنفسها وباتت تضطلع به على انها تلعب دور ” عراب ” العالم العربي في ما تقارنه مصادر مسؤولة بانه الدور الذي لعبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انما بنسخة محدثة لا بد ان يترجم ذلك في المدى القريب . اذ اتفقت الدول العربية المعنية مع فرنسا على ما يبدو وفقا لاخر المعلومات والعمل يتم حثيثا لتظهير كل ذلك من دون الافصاح عن هوية الرئيس المقبل. وتنسب هذه المصادر توقع قرب وصول لبنان الى محطة الانتخابات قريبا الى مسؤولين سعوديين كما الى مسؤولين قطريين عبروا عن الاتجاه نفسه وكذلك الحال بالنسبة الى الديبلوماسية الاميركية . وهذا تلاق ليس عبثيا ولا طارئا في ايصال الرسالة نفسها في الاتجاه نفسه.

Advertisement

والاتصالات الداخلية التي تتم حتى لو انها ليست من يوفر الفرصة لانتخاب رئيس للجمهورية ، فانها ستكون مفيدة من اجل تمهيد الارضية لوصول الرئيس العتيد على قاعدة ان الاخراج التوافقي المتعدد الاطراف يمكن ان يعطي للعهد الجديد زخما للانطلاق اقله في الاشهر الاولى من عهده . اذ ان الصدع القائم بين القوى السياسية وما لم يحصل رأبه باعجوبة ، فانه لن يوفر للبنان في احسن الاحوال سوى مرحلة عبور انتقالية قصيرة المدى .اذ يخشى ان يكون انتخاب الرئيس العتيد، ايا تكن هويته السياسية ، مرحلة تهدئة تواكب التهدئة الاقليمية انما من دون ان يشكل حلا للبنان لان البلد ووفق صيغة مبسطة تعتمدها هذه المراجع “يتم تشغيله على الفحم الحجري” فيما ان النظام بات في حاجة الى اكثر من رئيس للجمهورية واكثر من رئيس حكومة وحكومة جديدين وفيما ان العالم بات يعمل بالطاقة البديلة ولم يعد على الفحم الحجري. ومجددا فان السذاجة كبيرة في رفع مستوى الامال والتوقعات ولو ان السياسة يمكن ان تحمل مفاجآت غير متوقعة لا سيما في ظل تظهير ايران و”حزب الله” عدم تراجع طهران عن مشروعها الايديولوجي في المنطقة وتاليا عدم تحييدها لبنان ان كان من كباشها المفترض مع الولايات المتحدة الاميركية او من صراعها مع اسرائيل .
فلبنان يبقى ساحة للاستخدام متى ارتأت ايران ذلك مناسبا وهو مغزى الرسائل المتكررة والمختلفة من الجنوب اكان عبر صواريخ تحت عنوان ” وحدة الساحات ” او عرض للاسلحة العسكرية بذريعة استمرار دور ” المقاومة “. فهذه العناصر التذكيرية لا تتصل فحسب بالاتفاق السعودي الايراني بل ايضا بمشروع ايراني تقول مصادر غربية استخباراتية ان ايران لن تتخلى عنه بعدما اعطاها وصولا الى البحر المتوسط ويوفر لها ” شرعية منطق ” مواجهة اسرائيل وتهديدها على نحو مباشر لا سيما ان الاتفاق السعودي الايراني لا علاقة له باسرائيل فيما ان الواقع ان الامر يتصل بنفوذها وما يمكن ان يشكل منصة لها لتصدير الثورة والذي لم تتخل عنه تبعا لذلك. كما ان الدول التي تساعد في اعادة وضع لبنان على السكة يرجح الا تواكب كل مراحله الصعبة الاتية وهي كثيرة لا سيما ان انتخاب رئيس والاتفاق على رئيس حكومة وحكومة جديدين ليس نهاية فعلية للازمة الحالية في لبنان بل هو الجزء الظاهر من رأس جبل جليد الازمات التي باتت عميقة جدا .