يصر رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط امام من يلتقيهم على انه ليس في وارد الذهاب نحو دعم وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اذ ان الرجل المتأثر بتجربة النائب سامي الجميل في حزب الكتائب ويريد تكرارها في الحزب الاشتراكي، يرغب بأن يدعم شخصية بعيدة عن الاصطفاف التقليدي.
حتى اللحظة، يساير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي قرر الاستقالة فجأة، نجله، ويمنحه سلطة كبيرة في المعركة الرئاسية، في حين ان رهان “قوى الثامن من اذار” وتحديدا الرئيس نبيه بري على ان يحسم جنبلاط الأب الامر في اللحظة الاخيرة لصالح التسوية التي تشبهه ويعلن تأييد فرنجية والتصويت له، حتى لو بقي نائب او اثنان في تكتله خارج هذا القرار. يحاول جنبلاط الحفاظ على حياده بالكامل، حتى انه اخرج نفسه من اي تنسيق مع قوى المعارضة بحجة انه لا يريد ان يكون حاضرا او داعما لاي ترشيح يستفز الثنائي الشيعي، فرشح، كما عادته، شخصية سياسية تمثل قناعاته ليقطّع بها الوقت، وهذا يعني ان رئيس الاشتراكي ينتظر تطورا ما ليبني على الشيء مقتضاه. تقول مصادر مطلعة ان جنبلاط كان لديه هم اساسي يمنعه من السير بترشيح فرنجية وهو موقف المملكة العربية السعودية المعارض له، لكن انتقال السعودية تدريجيا الى موقع المؤيد لرئيس المردة، او على الاقل عدم الممانع، فتح بابا واسعا امام اعادة تموضع جنبلاط من دون الحاجة الى تجاوز اي عوائق فعلية. وتشير المصادر الى ان جنبلاط لا يزال يرغب بأن يحصل فرنجية على غطاء مسيحي قبل الاعلان عن دعمه، من دون معرفة السبب الحقيقي لهذا الموقف، علما ان رئيس الاشتراكي ليس معجبا بالزعماء الموارنة، بل على العكس، فقد وجه لهم انتقادا قاسيا قبل ايام عندما غمز من قناة الاتفاق القواتي العوني السابق. يقول البعض ان جنبلاط لن يسير في اي تسوية لا ترضي الاميركيين، او الاصح، تستفزهم، لذلك فهو سيبقى على حياده حتى يجد ان الواقع الدولي بات مناسبا للانخراط في التسوية، او ليحصل على ثمن جدي يمكن ان يشكل له دافعا لدعم فرنجية ومنحه الاكثرية البرلمانية…