وسط النبرة التصعيدية الحادة بين إيران وإسرائيل، تكشف تل أبيب أنّ إيران وحزب الله أطلقا بالفعل عشرات الطائرات بدون طيار داخل فلسطين المحتلة، باعتبارها مجرد طلقة افتتاحية.
وتتوقع المؤسسة الأمنية أن تكون الحرب القادمة صراعاً متعدد الجوانب مع هجمات مشتركة بآلاف الطائرات وصواريخ كروز، في إشارة لما تشهده الأجواء من إطلاق المئات من المسيّرات السنوية.
يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن “هذا الإطلاق أصبح بالفعل ظاهرة في السنوات الأخيرة، بحيث تدخل الطائرات المسيرة عن بعد أراضي فلسطين المحتلة، ثم يتم تحييدها، أحيانًا عبر الصواريخ، وأحيانًا بوسائل أخرى”، وأضاف: “مع ذلك، فإنّ مهمة الدفاع عن هذه الأجواء ليست سهلة، وإذا أشرنا لسيناريو التهديد، فستتم إضافة صواريخ كروز للطائرات بدون طيار التي سيتم إطلاقها من إيران أو العراق، في نفس الوقت، وللتعامل مع التهديدات يستخدم الجيش الإسرائيلي أدوات متنوعة”.وأضاف زيتون في تقرير جديد له أن “هذه الأدوات تبدأ بآلاف أجهزة الاستشعار التي تكتشف كل طائرة ورقية وطائرة بدون طيار في الهواء، وذلك عبر فرق تحلل المعلومات بسرعة، وتتخذ قرارات مصيرية بأقل من دقيقة، وصولاً للطريقة المبتكرة وغير المرئية لإسقاط طائرة بدون طيار معادية بدون صاروخ، أو انفجار بالسماء”. ويتابع: “حالياً، يكمل سلاح الجو إجراءات الاستيعاب التشغيلي الطويلة والمعقدة لأكبر بالون مراقبة في العالم، طوله 117 متراً، ووزنه عدة أطنان”.وبحسب زيتون، فإنه “يتم تثبيت عشرات الكاميرات الخاصة وأجهزة الكمبيوتر الصغيرة والرادارات الكبيرة عليه، وهي واحدة من أكثر العمليات اللوجستية تعقيدًا التي عرفتها القوات الجوية في العقد الماضي”.وأشار إلى أن “المنطقة الأكثر حساسية في إرسال المسيّرات الإيرانية تتركز في المثلث الحدودي مع سوريا والأردن، حيث تتم مراقبة الحدود شرقا بمئات الكيلومترات في عمق أراضي العدو، من خلال ارتفاع كبير، ومن مسافة أكبر، حيث ينضم المنطاد الجديد إلى بالون قديم يحمي مفاعل ديمونة النووي، ومهمته الكشف بسرعة كبيرة عن صواريخ كروز المنطلقة من العراق أو إيران”.وأكد أن “الاختبار الكبير الذي يواجه إسرائيل في الحرب المقبلة متعددة الجوانب يتمثل في آلاف الطائرات بدون طيار من مختلف الأنواع، والصواريخ الدقيقة وكروز والثقيلة تطير في آن واحد بالأجواء الشمالية من سوريا ولبنان، وفي غضون ذلك يواجه الجنود تهديدات من داخل فلسطين المحتلة من خلال دخول عناصر معادية يرسلون طائرة بدون طيار مسلحة، أو تحليق طائرة خفيفة من مطار إسرائيلي لقاعدة عسكرية، أو منشأة استراتيجية، وهذا مجرد واحد من سيناريوهات يوم القيامة التي تتخوف منها المنظومة الأمنية”. (عربي21)