ممران إلزاميان للرئاسة.. باسيل وجنبلاط يحكمان المشهد!

30 مايو 2023
ممران إلزاميان للرئاسة.. باسيل وجنبلاط يحكمان المشهد!


حتى ظهور مدى قدرته على الاستمرار بالامساك ب” تكتل لبنان القوي”، يبدو ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بات ممراً إلزاميا لاي مرشح يرغب بأن يفوز بالانتخابات الرئاسية، اذ ان الخطأ الاساسي الذي ارتكبه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان عدم التفاهم السريع معه قبل انطلاق الاستحقاق.

يملك باسيل كتلة نيابية وازنة، يتحكم بأقل تقدير بـ ١٥ نائبا من نوابها وفي احسن تقدير بالنواب الـ٢١ كاملين، وعليه فإن قادر على تحسين الحظوظ الرئاسية لاي مرشح، في ظل الانقسام الكبير داخل المجلس النيابي والذي يجعل من الصعوبة بمكان وصول اي من المرشحين الى عتبة الـ ٦٥ صوتاً.يدرك باسيل حجم القوة التي يمسكها بيده، حتى انه يعلم قدرته على عقد تسوية مع طرفي النزاع، لذلك تعامل بهدوء نسبي مع المعركة الرئاسية، وذهب الى مواقف لم يكن يستطيع الذهاب اليها لولا حاجة القوى السياسية اليه، فبالرغم من مخاصمته لحزب الله الا ان الحزب لم يستطع حتى اللحظة قطع خط التواصل معه لادراكه انه تجاوزه يعني انتهاء حظوظ فرنجية.حتى ان خصوم باسيل التقليديين، اي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والتغييريين، فتحوا قنوات واسعة للتواصل والاتفاق معه رئاسيا وهذا كان قبل اسابيع فقط ضرباً من الخيال، اذ ظهر الرجل محاصراً وغير قادر على المبادرة المناورة، لا على الصعيد الوطني ولا على الصعيد المسيحي.يدرك باسيل جيدا، ان اتفاقه مع قوى المعارضة لن يؤدي الى وصول مرشحه للرئاسة، وقد قال ذلك لكل من تفاوض معهم، اذ اعتبر انه يجب الاتفاق مع الثنائي الشيعي، لكن بالرغم من ذلك فقد حصل رئيس “التيار” على ما يريد من المعارضة، اذ فك الحصار عن نفسه ولم يعد “التيار” اليوم، حزب العهد “الفاشل” الذي خرج مهزوما من السلطة.لذلك فإن “التيار” سيستغل حاجة القوى السياسية اليه حتى النهاية، وان وجد ان هناك تسوية ممكنة مع حزب الله فهو سيكون جاهزا لاتمامها، فالمكاسب الممكنة من عودة التحالف السياسي مع حزب الله اكبر من ان تحصى في حال قرر الحزب التخلي عن ترشيح سليمان فرنجية..كل ذلك ينطبق على الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يتعامل مع نفسه بإعتباره ممراً الزاميا ايضا، ان كان للمعارضة الساعية للوصول الى النصف زائدا واحدا، او ل”قوى الثامن من اذار” التي تضمن فوز مرشحها في حال اصطفاف حزب جنبلاط الى جانبها.لكن، جنبلاط ضمن قواعد اكثر حدة، اذ لا يرغب ابدا بإبتزاز حزب الله كما يفعل باسيل، ولا بإستفزازه وذلك بسبب وجود رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضمن الخندق الرئاسي نفسه مع الحزب، وبسبب الهدنة المعلنة بين المختارة وحارة حريك. كما ان جنبلاط وبالرغم من كونه حاجة رئاسية ضرورية، لن يخاطر في استفزار المسيحيين.يظهر جنبلاط كمن يدرك قدرته وقوته السياسية والنيابية لكنه في الوقت نفسه لا يزال مكبلاً سياسيا، وتحكمه قواعد لا يمكن تجاوزها، اقله حتى اللحظة بإنتظار نضوج التسوية الاقليمية وفهم مدى قدرته على المناورة بين المرشحين المدعومين خارجيا..