كتبت سابين عويس في” النهار”: ما بين الإعلان عن تعرض مواطن سعودي للخطف على طريق المطار ليل السبت الماضي، والاعلان امس عن اطلاقه بعملية نوعية لمخابرات الجيش، فترة قصيرة في الوقت، وانما طويلة في حجم التساؤلات والهواجس ومشاعر القلق التي اثارتها العملية، وسط غياب المعلومات الواضحة حيال ابعاد العملية.
سارع قائد الجيش العماد جوزف عون الى احتواء التداعيات عبر الإعلان عن احباط عملية الخطف على يد مخابرات الجيش. وهذا الإعلان معطوف على مكان حصول العملية يطرحان علامات استفهام من المهم والضروري الإجابة عليها.اول هذه التساؤلات يذهب في اتجاه حزب الله حيث المنطقة التي حصلت فيها العملية تقع ضمن نفوذه. فهل من رسالة من الحزب في اتجاه المملكة ترمي الى القول ان الحزب موجود ونافذ بقطع النظر عن التقارب السعودي الإيراني، او ان الرسالة تحمل معنى عكسياً مفاده ان الحزب هو الفريق الأقوى القادر على ضبط الأمور والسيطرة عليها، خصوصاً وان معلومات ترددت امس تقول ان المخطوف اطلق ومن ثم تم تسليمه الى الجيش، أي ان تحريره لم يكن على يد الجيش.ثاني الاستفهامات تتصل بموقع قائد الجيش ودوره في المشهد السياسي الرئاسي، بعدما تراجع اسمه في بورصة المرشحين وغاب قليلاً عن حلبة السباق الرئاسي. وقد جاءت العملية مقرونة بزيارة السفير السعودي الى اليرزة اول من امس لتؤكد ان المشهد الأمني يتقدم على كل ما عداه من أولويات اقتصادية او سياسية، وفقاً لمواصفات المرشحين الأبرز اليوم سليمان فرنجية وجهاد ازعور.وقد توالت ردود الفعل وبيانات الإدانة والاستنكار لعملية الخطف من هيئات اقتصادية وسياحية وذلك من اجل احتواء الانعكاسات ان على العلاقة مع المملكة او على الحركة السياحية في البلد. وهذا يعني ان الأولوية الامنية تتقدم اليوم على ما عداها لحماية الاستقرار وتحصين الموسم السياحي وتعزيز فرص استقطاب الرعايا العرب. وقد جاءت خطوة الجيش بتأمين الافراج عن المخطوف بسرعة لتوجه رسالة بأن لا بديل عن المؤسسة العسكرية لحماية الامن والاستقرار وان المرحلة المقبلة امنية وسياسية.اما عملية احتواء التداعيات، فقد تولاها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.