يعتمد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، نهج الهروب من أزماته الداخلية ورهاناته الخاطئة برمي المسؤولية على الاخرين، على غرار الولد الذي تضبطه ناظرة المدرسة وهو يشاغب في الملعب، فتكون ردة فعله توجيه الانظار الى من يقف الى جانبه قائلا “مش أنا. هوي”.
وعلى هذه القاعدة دخل باسيل الى اجتماع تكتله النيابي امس لبت مسألة التفاهم مع القوى المعارضة على المرشح الرئاسي، ليجد نفسه داخل “وكر دبابير” من الاعتراضات والتحفظات. وحتى “الاحتماء” برمزية “عمه” الجنرال ميشال عون، على حد تعبير الاعلام الداعم لباسيل، لم ينفعه في لجم المعترضين والرافضين، واكد “وجود مخاض عسير داخل التكتل قد يصيبه في مقتل”، وفق تعبير الاعلام نفسه.وفي محاولة لتحويل الانظار عن “برج بابل العوني” اوعز باسيل بتطريز بيان كرر فيه مواقفه الممجوجة ، لكن “الوقح” المستجد فيه، وفق تعبير اوساط حكومية معنية “هو الحديث عن درس الخيارات المتاحة لملاحقة رئيس حكومة تصريف الأعمال ومقاضاته بموجب المادة 301 من قانون العقوبات بتهمة ارتكابه جرائم دستورية”.وتقول الاوساط الحكومية المعنية “ان باسيل يحاول الهروب من مسؤوليته المباشرة عن المساهمة في تعطيل جلسات انتخاب الرئيس برمي المسؤولية على الحكومة التي تجهد، لتمرير المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، في انتظار اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس جديد”.وقالت الأوساط “من المؤكد ان الاشكالية الحقيقية التي تواجه باسيل هي عجزه عن تبرير تناقض موقفه لجهة دعوة وزرائه الى مقاطعة جلسات الحكومة، بذريعة الحفاظ على حقوق المسيحيين وصلاحيات رئيس الجمهورية، ومتابعتهم شؤونهم الوزارية اليومية كالمعتاد”.والسؤال المكرر المعجل الموجه لباسيل وفريقه السياسي، بحسب الاوساط الحكومية المعنية، هل الحكومة هي التي تمنع انتخاب الرئيس؟ وهل التعطيل التام لعملها، اذا حصل، سيساهم في دفع عملية الانتخاب، ام سيؤدي الى الشلل التام لكل مؤسسات الدولة والوقوع بالتالي في الفراغ القاتل على مختلف الصعد؟”.وبحسب مصدر نيابي “لم يكن اجتماع تكتل لبنان القوي كما كان يشتهي باسيل، فالرجل الذي حاول ضبط نوابه من خلال الاستعانة بالرئيس السابق ميشال عون، فشل في اثبات وجهة نظره الرئاسية”. اضاف المصدر “ان باسيل يصر على عقد الاتفاق مع المعارضة على اسم جهاد ازعور وهذا ما استفز عددا من نواب التكتل الذين يرغبون في ان يكون مرشح “التيار” هو احد اعضاء “لبنان القوي” لانه سيمتلك حظوظاً اكبر، لكن باسيل يرفض.اضاف المصدر “لم يكن حضور الرئيس السابق ميشال عون كافيا لانهاء الخلاف وفرض وجهة نظر باسيل بل ان حالة “التمرد” لمسها عون شخصيا، اذ ساد نوع من النقاش الحاد خلال الاجتماع ولم يحصل باسيل على اي التزام بأن يسير النواب بنظريته الرئاسية”. وبحسب مصادر مطلعة “فان باسيل بحاجة لجميع نواب “تكتل لبنان القوي” لاتمام التسوية التي يسعى لعقدها مع قوى المعارضة، لذلك استعان بالرئيس ميشال عون في اجتماع التكتل امس”. وتضيف المصادر ” ان احد ابرز شروط قوى المعارضة للسير بدعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور هي ان يكون باسيل واثقا من ان جميع نواب التكتل سيسيرون بالتصويت له”.