هل يحاول باسيل حرق اسم ازعور؟

31 مايو 2023
هل يحاول باسيل حرق اسم ازعور؟


تكوّنت في الايام الماضية قناعة جدية لدى حزب الله بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لا يريد وصول مرشحه الحالي، الوزير السابق جهاد ازعور، الى سدة الرئاسة، وقد ألمح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لذلك خلال تصريح علني اعتبر فيه ان ترشيح ازعور مجرد مناورة سياسية لضرب ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

لكن هل فعلا يريد باسيل احراق اسم جهاد ازعور ولماذا؟ يدرك باسيل ان حظوظ وصول ازعور الى قصر بعبدا محدودة جداً في ظل رفض حزب الله له، ويدرك باسيل ايضا ان اي مرشح يرفضه حزب الله ويعتبره مرشح تحدي، لا يمكن فوزه بالانتخابات الرئاسية، ومع ذلك، اصر باسيل على ازعور ولم يذهب مثلا الى مرشح اقل حدة مثل عضو “تكتل لبنان القوي” فريد البستاني مثلا.هدف باسيل الاوحد اليوم، هو اظهار فرنجية مكشوفا مسيحيا ولا يمكنه الوصول الى عتبة ال٦٥ صوتا في مقابل مرشح، اياً يكن، اقرب الى النصف زائد واحد، وهذا ما يحرج  القوى السياسية الداعمة لفرنجية ويحد من قدرتها على الرهان على الوقت واستمرار الفراغ، لذلك فإن باسيل  وجد في ازعور افضل الممكن لتحقيق هذا الهدف ولاقناع قوى المعارضة به.يريد باسيل ايضا كسب الوقت، واستمرار الفراغ الى حين انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، عندها يكون قد اصبح، من وجهة نظره، كل من فرنجية وعون، خارج المنافسة الرئاسية، ليذهب ويتفق مع حزب الله على اي شخصية سياسية ترضيه وترضي حليفه، ولا تشكل له اي خطر شعبي في الشارع المسيحي.في المقابل تعرف قوى الثامن من اذار ان امكانية تضرر وضعية فرنجية الرئاسية كبيرة في حال ذهاب المعارضة بشكل موحد الى المجلس النيابي، حتى لو لم يحصل ازعور على ٦٥ صوتا، لذلك فهي تدرس خياراتها بشكل جيد لمنع حصول هكذا تطور سلبي في اللحظة الاقليمية الايجابية. يخسر باسيل الكثير من صدقيته في حال وصل ازعور الى قصر بعبدا، خصوصا وان للرجل تجربة وزارية لا تتطابق ابدا مع خطاب التيار الوطني الحر التاريخي،  كما انه، وبالرغم كم كل الحديث عن إلتزامات مكتوبة قدمها الرجل لباسيل، لا يمكن ان يكون رئيس تابعا لميرنا الشالوحي لاسباب كثيرة. حتى ان قوى المعارضة، وتحديدا القوات اللبنانية، متوجسة من ان يكون باسيل يريد استغلال توحدها على اسم ازعور ليحسن موقعه السياسي والتفاوضي ليعود الى حضن حزب الله ويعقد معه تسوية رئاسية في نهاية المطاف..