كتبت سابين عويس في” النهار”: ستتجه الأنظار الى الاجتماع الخماسي المرتقب في الرياض الأسبوع المقبل، لتبيّن موقف الدول المعنية من التطور المستجد في اتفاق المعارضة، وما اذا كانت هذه الدول ستأخذ في الاعتبار الحركة الاعتراضية في الوسط المسيحي وتبنّيها ترشيح الوزير الاسبق جهاد ازعور، وما سيرتبه الامر على التسوية السابقة التي روّجت لها باريس ضمن معادلة فرنجية للرئاسة مقابل السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة. والسؤال: هل ستعمد المجموعة الدولية الى المضي في تلك المعادلة أم ستعيد النظر فيها انطلاقاً من المستجد الداخل على المشهد الرئاسي؟
ما يعزز هذا التساؤل ما اثاره مصدر ديبلوماسي غربي حول بدء التداول في بعض الأوساط الديبلوماسية باسم الوزيرة السابقة ريّا الحسن لرئاسة الحكومة، عبر سؤال بريء سأله احدهم: “وماذا لو كانت رئاسة الحكومة من نصيب سيدة؟”.اقتراح كهذا يطرح أسئلة جديدة حول واقع ان يكون الرئيس ورئيس الحكومة من لون واحد، ما يجعل حظوظ هذا الطرح شبه مستحيلة، ويدفع الى مزيد من المماطلة في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي.وفي هذا السياق، يبرز الموقف الواضح لرئيس المجلس من الدعوة الى عقد جلسات انتخابية جديدة، هي بحسب اوساطه، رهن تأكيد الترشيحات الجدية، علماً ان هذه الأوساط تؤكد ان بري ليس في وارد فتح أبواب المجلس امام لعبة تحدّ. فالمسألة دقيقة جدا ولا تحتمل المناورات في ظل مجلس متعدد الألوان والاطياف، حيث كل فريق ينتظر الآخر “على الكوع”. ذلك ان الدخول في لعبة الأوراق البيض التي نبه اليها في شكل غير مباشر وليد جنبلاط ترتب خلطاً للأوراق غير محسوب النتائج، علماً ان مثل هذا الوضع يحوّل كتلة “اللقاء الديموقراطي” الى بيضة القبان الحقيقية، بعدما بات واضحاً ان “التيار الوطني الحر” ورئيسه جبران باسيل فقدا القدرة على لعب هذا الدور.من المبكر الحديث عن الخيار الثالث اليوم، تجيب مصادر سياسية مطلعة، لأن المرحلة في رأيها لا تزال مرحلة فرنجية – ازعور. وهذا يعزز في رأيها فرص إطالة امد الفراغ حتى تتبلور التوجهات الدولية الجديدة حيال مصير المبادرة الفرنسية ودخول ازعور على خط السباق.