كتب صلاح سلام في” اللواء”: ماذا لو لم يحصل أحد المرشحَيْن سليمان فرنجية وجهاد أزعور على الأصوات المطلوبة للدخول إلى قصر بعبدا: هل نُعيد مسرحية الجلسات السابقة ومهازله المُملّة، أم نذهب بمقتضيات الواقعية السياسية إلى البحث عن حل وسط، أو بالأحرى عن تسوية على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، والإتفاق على مرشح ثالث يحظى بقبول الفريقين، ويبقى فوق مستوى خلافات الزواريب السياسية الضيقة ؟
لا داعي للتذكير في كل أزمة أن لبنان، الوطن والدولة، قام على مجموعة من التسويات إختصرها بالأمس الميثاق الوطني، وكرسها اليوم إتفاق الطائف، الذي أنهى حروباً عبثية دامت خمس عشرة سنة، وأعادت البلد خمسين سنة إلى الوراء، وما زالت آثار جراحها وندوبها واضحة في الجسد الوطني.
وأثبتت التجارب أن المعادلات الدقيقة التي تحكم قواعد العيش الواحد بين اللبنانيين لا تتحمل تفرد طرف معين، سواء كان طائفياً أو سياسياً أو حزبياً، مهما بلغت قوته ومكانته، بفرض خياراته وإرادته على الآخرين، لأن توازنات المعادلة الوطنية تُصاب سريعاً بالخلل، وتضع البلد أمام مخاطر أسوأ التقديرات إحتمالاً.
فلماذا لا تقوم القيادات السياسية والحزبية بإختصار جلجلة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين بسبب الإنهيارات المستمرة، وتُقدم على التوافق على شخصية الرئيس العتيد، ليكون عنوان مرحلة الإستقرار والإصلاح التي أحوج ما يكون البلد إليها، للخروج من قعر جهنم؟
فهل مازال ممكناً الإنتقال من المواجهة إلى التوافق؟