للمرة الثانية على التوالي… باسيل يستعين بعون

7 يونيو 2023
للمرة الثانية على التوالي… باسيل يستعين بعون


يعلم الجميع في لبنان أن الانتخابات الرئاسية ليست عملية “بوانتاج” ولا تجميع أصوات ولا حتى عملية ترشيحات، جماعية كانت ام فردية.فالواقعية السياسية تؤكد ان انتخاب اي رئيس للجمهورية في لبنان لا يحتاج الى تقاطع بين فئة من اللبنانيين وحسب، انما الى تقاطع بين غالبيتهم وغالبية طوائفهم من دون استثناء، بالاضافة الى التقاطع مع الخارج القريب منه والبعيد.

ومن يتابع هذه المعادلة يظن ان الامور الرئاسية معقدة وصعبة، غير ان التجارب اللبنانية الرئاسية ما قبل “الطائف” وما بعده، لاسيما الناجحة منها، تشير الى ان نجاح اي عهد رئاسي يتطلب التفافا داخليا وخارجيا حوله.وفي الحديث عن الالتفاف، تخوض اليوم بعض القوى المسيحية في لبنان التفافا من نوع آخر، اذ انها بدل الالتفاف حول شخصية رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه عملا بالاتفاق الذي تم اعلانه من بكركي خلال اللقاء الذي جمع الأقطاب الموارنة، تحاول هذه القوى الالتفاف على فرنجيه عبر محاولة اسقاط ترشيحه الرئاسي، على الرغم من ادراكها التام  انه يحظى بتأييدٍ واسعٍ لدى مختلف المكونات اللبنانية وبدعم دوليّ اكيد نقله بصورة صريحة معه الى لبنان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد الزيارتين الاخيرتين اللتين قام بهما الى روما والعاصمة الفرنسية باريس.في هذا الاطار، تحدث مصدر مطلع لـ”لبنان 24″ معتبراً ان “مرحلة محاولة اسقاط ترشيح فرنجيه ما زالت مستمرة حتى اليوم، ومن الواضح انها قد تدوم  لفترة طويلة ما يكبّد البلاد المزيد من الخسائر والمواطنين المزيد من المتاعب والمشاكل.وبشكل خاص، يمكن القول ان محاولات مختلفة يقودها الثنائي المسيحي( التيار الوطنيّ الحرّ والقوات اللبنانية) للتخلص من ترشيخ رئيس (تيار المرده)، اذ ان هذا الثنائي يعتبر وصول فرنجيه الى سدة الرئاسة سيكون مقرونا بنجاح ممكن قد يتم تحقيقه لاسيما في ملفيّ عودة النازحين السوريين والاستراتيجية الدفاعية، بالاضافة الى الملف الاقتصادي، وهذا، ووفقا لرأي الثنائي المسيحيّ يشكل تهديدا لحضورهما السياسي، المسيحي والعددي، على الرغم من انه قد يكون خشبة الخلاص المنتظرة  لمختلف اللبنانيين”.ويضيف المصدر “من الواضح ان (حزب القوات اللبنانية) يترك اللعبة خلال هذه المرحلة في يد ( التيار الوطني الحرّ) مؤجلاً استخدام اسلحته السياسية الى فترات مقبلة  قد تتخللها ترشيحات لأسماء جديدة يتم استحضارها للعب ادوار مؤقتة ومن ثم التخلي عنها.أما (التيار الوطني الحرّ) الذي توكل اليه مهمة البحث عن بدائل لفرنجيه تكون مقنعة وقابلة للوصول الى سدة الرئاسة، فاستحضر الى الساحة الرئاسية اللبنانية وزير المالية السابق جهاد ازعور، ولهذه الغاية لجأ رئيس التيار النائب جبران باسيل الى الاستعانة برئيس الجمهورية السابق ميشال عون الذي حضر اجتماع تكتل (لبنان القوي) سعيا لعدم وقوع المزيد من التشققات داخل التكتل الذي ما زال يهابه ويهاب تاريخه النضاليّ”.ويختم المصدر مشيراً الى ان “الزيارة التي قام به الرئيس عون في الأمس الى سوريا تأتي في اطار استعانة باسيل به للمرة الثانية على التوالي، فصحيح ان عون لم يروّج لاسم ازعور عند الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه حتما حاول الترويج لفكرة التخلي عن ترشيح فرنجيه.ومن المتوقع ان تلي هذه الزيارة حملات اعلامية تبث اخبارا عن توجهات فعلية لتقريب وجهات النظر والاتفاق على مرشح رئاسي ثالث بين (التيار الوطني الحرّ) والمحور السياسي الذي انتمى اليه على مدار سنوات طويلة.لكن وعلى الرغم مما سيتم الترويج له، يعلم التيار ضمناً انه وبحال اراد العودة الى تموضعه السياسي الذي انتهجه منذ الـ2005، لا بد له من ان يعود الى جوهر اتفاق (مار مخايل) بعيدا عن اي صخب او ضجيج اعلامي”.