خيار ثالث بالاسم أو بالنظام؟

8 يونيو 2023
خيار ثالث بالاسم أو بالنظام؟


كتبت سابين عويس في” النهار”: باستثناء مفاجآت غير محسوبة، قد تستجد وتحملها الأيام الفاصلة عن موعد الرابع عشر من حزيران (والأخير مستبعد كلياً حتى الآن)، لا توقعات إيجابية حيال مسار الجلسة الانتخابية، بل استعادة لمشهد تكرر على مدى ١١ جلسة سابقة. ربما تحمل الجلسة الثانية عشرة نكهة مختلفة بدخول مرشح جديد الى الحلبة، ويحظى بدعم أكبر بعدما انسحب النائب ميشال معوض لمصلحته، أزعور من خارج الاصطفافات السياسية القائمة، ولكن الأكيد أن النواب، كما رئيس المجلس، سيتعاملون ببعض الحذر مع الجلسة نظراً الى ما ستحمله من بلورة لخريطة توزع الأصوات وفتح بازار التداول في بورصة سياسية وربما أكثر من سياسية.

يدخل قاعة المجلس مرشحان من خارج الندوة البرلمانية، ومن دون أي ترشيح رسمي، ربما يكون الأسبوع الباقي حتى موعد الجلسة كفيلاً بأن يخطو كلاهما هذه الخطوة. لا شك في أن الحذر والترقب يتحكمان بمشاعر المرشحين، وهما يراهنان بشدة على الداعمين لترشحهما لخوض مغامرة غير محسوبة النتائج، ما دامت العملية الانتخابية قد لا تخضع للمسار الديموقراطي، إلا إذا أريد لها ذلك باتفاقات جانبية أو تسويات من تحت الطاولة، فيما يبقى شبح الخيار الثالث مخيّماً على مناخ الجلسة، كما على كل المسار الانتخابي، بما أنه لم يسقط من حسابات صانعي القرار بعد.وبعدما كانت التوقعات بأن يمثل آزعور هذا الخيار انتقلت الأنظار مجدداً الى قائد الجيش كاسم متقدّم على أسماء أخرى من شأنها أن تشكل سلة الخيار الثالث.يعزز هذا الانطباع بعض المواقف السياسية التي لم تسقط هذا الخيار بعد من حساباتها، فضلاً عن فحوى لقاء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالمطران عبد الساتر موفداً من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي فُهم منه أنه لم يقفل الباب أمام خيار ثالث إن كان حجم المواجهة بين فرنجية وأزعور سيدفع نحو إدخال البلاد في مزيد من الفراغ والشلل.الأكيد حتى الآن أن الخيار الثالث ليس مطروحاً اليوم ولكنه لم يسقط من الحسابات خصوصاً إذا سقطت التسوية الخارجية التي خلصت إليها مجموعة الدول الخمس، ودخل ترشيح أزعور على خط خرقها وقلب أوراقها.لكن السؤال الخطير المطروح اليوم: هل الخيار الثالث يكمن في مرشح جديد أم في الذهاب نحو نظام سياسي جديد، هو مطلب قديم للفريق المتضرّر من النظام القائم؟