شهد مستشفى بعلبك الحكومي إجراء عملية استئصال ورم سرطاني خبيث للمريضة السورية هناء ع. (32 عاما)، بواسطة التنظير عبر استخدام تقنية التبريد، وتكللت العملية بنجاح، فيما وضع المريضة التي هي أم لطفلتين مستقر في غرفة العناية الفائقة.
وعقد مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، والطبيب الجراح الدكتور أسعد سماحة، والمهندس الفني وسيم مدلج، بحضور مدير الجهاز الطبي في المستشفى الدكتور علي الخطيب. وأشار الدكتور شكر إلى أن “عملية التبريد تحت تنظير الصدر لاستئصال ورم خبيث، أنجز اليوم مستشفى بعلبك الحكومي. وقد سهلت إدارة المستشفى إجراء هذه العملية التي تنجز للمرة الأولى في لبنان، دعما للبحث العلمي، رغم الإمكانات الضعيفة”. وختم شكر: “مثل هذه العمليات بالتبريد كانت تنجز في لبنان، ولكن ليس تحت التنظير وهذا خبر مفرح للمرضى. ونجدد المطالبة بمساعدة المستشفى ودعمه وتجهيز أقسامه وغرف عملياته بالتقنيات والتجهيزات الحديثة اللازمة”.وبدوره شكر الدكتور سماحة “إدارة مشتشفى بعلبك الحكومي، وطاقم العمليات والتخدير والطاقم التمريضي الذي كان معنا”، وقال: “نحن عالميا ولبنانيا أمام تحدٍ كبير في مواجهة مرض السرطان، ونحن نحاول دائما أن نؤمن للمريض أكثر من طريقة للعلاج، واليوم كانت الحالة لمريضة تعاني من سرطان الثدي، وكان من الصعوبة أن نصل إليه عبر scanner، إذ كانت الجراحة بالتبريد تتم من خلال scanner، لكن هذه المرة استطعنا عبر كاميرات ادخلناها من جدار الصدر، وتم الوصول إلى الورم بالتنظير عبر الرؤية المباشرة، لإجراء العملية بالتبريد على 2 cycles وفق الطريقة العالمية التي نحن كشركة وكفريق طبي وكمستشفيات قمنا بدراسات كثيرة عليها لكي نصل إلى نقطة تبريد وشفاء بنسبة 100%”.وتابع سماحة: “الجديد في العملية بالتبريد التي أجريناها، أنها تمت عبر جدار الصدر وعبر كاميرات ضمن الصدر. وقد تكللت العملية بالنجاح، رغم الإمكانات القليلة المتاحة في المستشفى نوعا ما، ولو كانت كل التجهيزات المطلوبة متوافرة، لكانت بالطبع الصعوبة التي ستواجهنا أقل، وكنا أنجزنا العملية التي استغرقت حوالي الساعة بوقت أقل وبراحة أكثر، وبنتائج أفضل للمريض”. وختم سماحة: “ما رأيناه ولمسناه من حماس وتعاون لدى مدير المستشفى الدكتور عباس شكر، وفريق التخدير وفريق العمليات، يجعلنا نطالب المعنيين والمسؤولين بتوفير الدعم اللازم لهذا المستشفى بجميع المعدات، وبالتالي دعم كل المستشفيات الحكومية”.ومن جهته قال المهندس مدلج: “إيمانا منا كمعنيين تقنيا بتطبيق طريقة الجراحة بالتبريد، استقدمنا معنا كل التجهيزات الحديثة والمتطورة التي نمتلكها في شركة Crio Libanon للقيام بهذا العمل الجراحي الأول من نوعه في مستشفى حكومي في لبنان، ولنا الشرف أن نكون معكم بهذا الإنجاز باستخدام هذه التقنية العالمية التي عادة نجدها في المستشفيات المهمة والكبرى، ونحن اليوم أوجدناها في مستشفى بعلبك الحكومي. وضمن الإمكانات المتاحة والمتوافرة، أنا اعتبر هذه العملية بمثابة إنجاز كبير جدا”.وأضاف: “إجراء هذه العملية بأحدث التقنيات العالمية دعما منا لمستشفى بعلبك الحكومي وللكادر الطبي فيه من جهة، ولنؤكد أيضا لكل لبنان أن هذه المنطقة تصدر علما وتطورا وأبحاثا علمية ولا تصدر ممنوعات”. وطالب وزارة الصحة العامة والجهات الضامنة بان “تدرج هذه التقنية تحت كود، مثل سائر الأعمال الطبية، ليستفيد منها المرضى الذين لا تتوافر لديهم الإمكانات المادية لتلقي العلاج على حسابهم، ولكي نستطيع تقديمها لكل المرضى الذين هم بحاجة اليها. وهذه التقنية تدخل ضمن علاج الأورام السرطانية، لذلك مثلما يتم دعم أي علاج آخر، هذه التقنية هي خيار مناسب لعلاج الأمراض السرطانية”.