تحرّك شعبي اليوم على الحدود الجنوبية رفضا لاعمال التجريف الإسرائيلية

9 يونيو 2023
تحرّك شعبي اليوم على الحدود الجنوبية رفضا لاعمال التجريف الإسرائيلية


للأسبوع الثاني يستمر استنفرار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في مرتفعات بلدة كفرشوبا الحدودية قرب خط الانسحاب الإسرائيلي بعد محاولة جيش الاحتلال تثبيت بلوكات حجرية خارج الخط.
وكتب عباس صباغ في” النهار”: مشهد تصدّي المزارع ناصر إسماعيل في كفرشوبا للجرافة الإسرائيلية استدعى موجة من التضامن مع المزارع اللبناني الذي وقف أعزل في مواجهة محاولات تجريف خارج خط الانسحاب لإقامة خندق ووضع عوائق حديدة داخله في منطقة ليس فيها علامات للخط الأزرق، ما يفتح الباب أمام إمكانية ضم جيش الاحتلال مزيداً من الأراضي الى مرتفعات كفرشوبا المحتلة.

 قبل أن يتصدّى ناصر إسماعيل للجرافة الإسرائيلية الأربعاء الفائت، ألقى الإسرائيليون بمناشير تحذر من تغيير قواعد الاشتباك وحملت تلك المناشير عبارات تُستخدم للمرة الأولى، واللافت أن جيش العدو ألقى المناشير في التوقيت ذاته التي جرت فيه مناورة “سنعبر” وحذر فيها بلغة التهديد رعاة الماشية وسكان المزارع المحررة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.التراشق بالمناشير يُعد أمراً نادر الحدوث جنوباً ولكنه يشير الى تطوّر قد يترجم ميدانياً بحسب أكثر من متابع.ويشرح العميد المتقاعد شارل أبي نادر لـ”النهار” أن “تل أبيب تريد الرد الميداني على مناورة المقاومة وهي لا تستطيع أن ترد في منطقة المواجهة المكشوفة الممتدة على طول الحدود بإستثناء مناطق كفرشوبا وشبعا حيث هناك غطاء حكومي لتحرير المرتفعات والمزارع وكذلك جاءت قمة جدة لتأكيد حق المقاومة بتحريرهما وبالتالي هناك محاولة إسرائيلية للتصويب على الحكومة وكذلك مع جامعة الدول العربية وأيضاً مع سوريا”. ويخلص أبي نادر الى أن الإسرائيلي يحاول ربط النزاع في تلك المنطقة ولا سيما أن “تلك المنطقة إضافة الى بلدة الغجر لم يحسم حدودها الخط الأزرق أو خط الانسحاب، وربط النزاع يطال “حزب الله” من دون المواجهة المباشرة معها”.ومن المقرر ان يقام اليوم تحرك شعبي قرب بركة بعثائيل في كفرشوبا وتتخلله صلاة الجمعة.وجاء في نص الدعوة للتحرّك :”أهلنا في العرقوب الصامد رفضاً للاحتلال، ورداً على ما يقوم به العدو الصهيوني، من انتهاكات وتجريف للأراضي، وحفر خنادق، واستحداث طرقات، واستفزاز للأهالي في كفرشوبا. يتشرف اتحاد بلديات العرقوب بدعوتكم الى تحرك شعبي سلمي واسع، أمام بركة بعثائيل في كفرشوبا، الجمعة، الساعة الحادية عشرة والنصف، للتضامن مع أهلنا، في كفرشوبا وشبعا والعرقوب، وللمطالبة بإنسحاب العدو من أراضينا ومزارعنا… وسوف تقام صلاة الجمعة في مكان التحرك، حيث يؤمّ المصلين سماحة مفتي حاصبيا ومرجعيون، فضيلة الشيخ حسن دللي…نرجو مشاركتكم الواسعة والموحّدة في هذه الوقفة الوطنية بعيداً عن الفئوية والحزبية والطائفية”.وعُقد اجتماع ثلاثي استثنائي في رأس الناقورة، برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء أرولدو لاثارو، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوّة الأمم المتحدة العميد منير شحادة».وحمل الجيش وفق ما أشار في بيان، «العدو الإسرائيلي مسؤولية النتائج التي تترتّب عن هذه الاعتداءات، كما دعا الأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط لوقفها». مشدداً على «ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وخراج بلدة الماري التي تشمل بجزء منها التمدّد العمراني لبلدة الغجر، والمناطق التي يتحفّظ فيها لبنان على الخط الأزرق (حالياً 13 منطقة)، والمناطق التي يوجد فيها خرق دائم للخط الأزرق (حالياً 17 منطقة)».بدوره، حثّ رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، «الجهات بشدّة على الاستمرار في الاستفادة من آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها، وتجنّب الإجراءات الأحادية الجانب».
وكتبت” الاخبار”: منذ نحو عشرة أيام، تنشط قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير اعتيادي في منطقة العرقوب، وتحديداً في تلال كفرشوبا. وللمرة الأولى منذ انسحابها من لبنان عام 2000، تعمل هذه القوات على تغيير معالم المنطقة، من خلال حفر خنادق واقتلاع صخور وتجريف أراضٍ، تمهيداً لتمديد سياج حديدي جديد بطول كيلومترين، بين موقع السماقة وبوابة حسن المحاذية لبركة بعثائيل في خراج كفرشوبا.
عملية تثبيت «الخط الأزرق» كأمر واقع في هذه المنطقة لا يبدو أنها تمرّ بسلاسة مع إصرار أهالي العرقوب على التصدّي لتكريس «الحدود» ضمن أراضيهم المحتلة، واقتطاع عشرات الكيلومترات منها. يتسلّح الأهالي، إلى جانب حقّهم الطبيعي، بالموقف الرسمي للدولة اللبنانية الذي لا يعترف بـ«الخط الأزرق» في هذه المنطقة، ويطلق على آخر «نقطة دفاع» انسحب منها الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، اسم «خطّ الانسحاب»، الذي بات منذ ذلك الوقت بمثابة الحدّ الفاصل بين الأراضي اللبنانية المحرّرة، وتلك التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.وقد ازدادت الخشية الإسرائيلية مع معادلة «وحدة الساحات» التي تحاول قوى المقاومة إرساءها للتعامل مع احتمال نشوب «الحرب الشاملة المرتقبة» مع إسرائيل. وفي هذا السياق فهم الإسرائيليون كلام رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيّد هاشم صفي الدين، في ختام المناورة التي نفّذتها المقاومة في أيار المنصرم، عن أن المقاومة موجودة في الميدان، وهي معنية باستعادة الحقوق في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.وليس منفصلاً عن مراكمة عوامل القوة، أتى «إعلان جدّة» الذي شدّد على «أهمية وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، التي هي حق أقرّته المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي»، و«التأكيد على حق اللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة»، كتسليم عربي بالنتائج السياسية والعسكرية والأمنية لأداء المقاومة وحدود ما تمتلكه من قوة. وهو عامل يزيد من قلق العدو الباحث عن فرصة تشكيل حالة سياسية في لبنان، تنتهي إلى سحب اسم شبعا وكفرشوبا ومزارعهما من أي بيان وزاري مقبل.