لن تحمل جلسة 14حزيران الانتخابية اي تطور على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية في ضوء التناحر السياسي الحاصل على خط “التيار الوطني الحر” و”قوى المعارضة” من جهة والثنائي الشيعي من جهة أخرى، والذي من شأنه اذا ما إستمر أن يطيح بالمرشحين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور.
وفي المعلومات فإن السيناريو الأكثر واقعية لجلسة الاربعاء يتمثل في ان يتم تأمين النصاب في الجلسة الاولى، لكن من دون أن يحصل اي من فرنجية وازعور على أصوات تخول اي منهما الفوز، على أن يتم الذهاب إلى تطيير النصاب في الدورة الثانية من قبل نواب فريق 8 آذار لا سيما وان قرار كتلة اللقاء الديمقراطي التصويت لأزعور أعاد خلط الأوراق عند “الثنائي الشيعي”.
وفي سياق تعداد الاصوات التي سينالها الوزير ازعور، يبدو أن النقاش داخل “التيار الوطني الحر” لم ينته بعد حيال عملية التصويت، خاصة وان مصادر نيابية عونية تعتبر أن ازعور لا يمكن أن يكون مرشح “التيار”، هذا فضلا عن ان الهدف من ترشيحه من قبل النائب جبران باسيل والقوات والكتائب الاطاحة بترشيح فرنجية وليس انتخاب رئيس وهذا يعني الإستمرار في الوقت الضائع، معتبرة أن الأجدى كان التمهل في اتخاذ القرار ورفض تأييد التصويت لمرشح مواجهة لن يصل الى قصر بعبدا وإطلاق المساعي مع الفريق الداعم لفرنجية من أجل الوصول الى تسوية.
اما على خط النواب أصحاب الدعوة الى “الخيار الثالث”، فقد افيد ان هؤلاء وعلى رأسهم نواب صيدا التقوا الوزير السابق زياد بارود بهدف إبلاغه انهم في وارد التصويت له في جلسة الاربعاء، مع الاشارة في هذا السياق الى ان بارود الذي كان من ضمن الأسماء التي طرحها باسيل للرئاسة، يرفض رفضا قاطعا زج اسمه في لعبة الصراعات القائمة.
الى ذلك فإن الترقب سيد الموقف لزيارة ممثل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، الوزير السابق جان ايف لودريان بيروت وسط معلومات تشير إلى أنه سيصل في وقت ليس ببعيد من اجل تقييم الأوضاع. وهنا تقول مصادر مطلعة على الاجواء الفرنسية ان تعيين لودريان لمتابعة الملف اللبناني يحمل في طياته قرارا بضبط حراك وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا في ما خص الملف اللبناني، فضلا عن عدم نجاح المستشار الرئاسي باتريك دوريل في المهمة التي اوكلت اليه.
وتقول المصادر ان لودريان لا يحمل مبادرة فرنسية جديدة، وتعيينه لا يعني أن فرنسا تخلت عن التسويق لفرنجية لرئاسة الجمهورية وانتقلت الى دعم الاتفاق المسيحي، انما الهدف منه تقديم باريس لمقاربة جديدة في سياق رؤيتها لحل الازمة وفتح حوار جديد مع المكونات المعنية بلبنان في الداخل والخارج من أجل الوصول الى تفاهم ينهي الفراغ الرئاسي، خاصة وان لودريان يتمتع بحنكة سياسية وخبرة تؤهلانه إدارة الأزمات ويملك علاقات واسعة مع الدول الإقليمية ومع القيادات اللبنانية من شأنها ان تحقق النتائج المرجوة من قبل باريس، علما أن السفيرة الفرنسية آن غريو سوف تلتقي فور عودتها من باريس عددا من المسؤولين لوضعهم في حيثيات القرار الفرنسي.
وعليه، فإن الترقب الى ما بعد جلسة الاربعاء، فالجميع في لبنان ينتظر نتائج حراك الخارج والتحولات في المواقف، خاصة وان ثمة من يراهن على مستجدات جديدة قد تتبلور في لقاء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع المسؤولين الايرانيين خلال زيارته المرتقبة إلى طهران. علما أن اوساطا سياسية تشير إلى أن الوفد القطري سيعود الى لبنان حاملا معه مقاربة جديدة بناء على لقاءاته مع السعوديين واتصالاته مع الاميركيين. وإلى ذلك الحين يفترض أن تبدأ الدعوات للحوار من قبل اللقاء الديمقراطي بعد جلسة الأربعاء، علما أن البطريركية المارونية تعمل في هذا الاتجاه وقد تدعو إلى قمة روحية لا سيما وان ما يجري على المستوى الرئاسي اشبه بانقسام إسلامي-مسيحي.