هل يتكرر سيناريو العام 2005؟

11 يونيو 2023
هل يتكرر سيناريو العام 2005؟


في الاوساط السياسية يطرح سؤال عن امكان تكرار سيناريو العام ٢٠٠٥ من حيث عزل حزب الله سياسيا ووطنيا، وما قد يستتبع ذلك من تبعات، حتى ان بعض النواب باتوا يتحدثون يشكل علني عن مصطلح العزل تجاه الثنائي الشيعي، فهل يمكن حقا تكرار تجربة العام ٢٠٠٥ وعزل حزب الله واجباره على تقديم التنازلات؟

في المشهد العام بات حزب الله اليوم من دون حلفاء جديين خارج البيئة الشيعية، اذ ان “التيار الوطني الحر” لم يعد حليفا للحزب بل اصبح بشكل شبه كامل متحالفا مع القوى السياسية التي تخاصمه، ولعل الاستحقاق الرئاسي سيكون مجرد مقدمة لتمتين العلاقة التحالفية بين التيار وحلفائه الجدد.لكن حزب الله اليوم يبدو مختلفا عنه قبل نحو ٢٠ عاماً، اذ بات له امتداد اقليمي كبير وله ايضاً تأثيرات ميدانية في اكثر من دولة، وهذا يحد ذاته يبطل فرضية العزل ونتائجها، لان الهدف الاساسي من العزل هو افقاد الحزب القدرة على المناورة والتفاوض، لكن اوراق الحزب الاقليمية تمكنه من المناورة والتفاوض بشأن الساحة اللبنانية مستخدما ملفات وساحات اخرى.لكن استمرار التكتل السياسي في مواجهة حزب الله سيعني ان التوتر السياسي الداخلي سيصل الى مستويات قياسية وهذا يعني ايضا ان التسوية ستكون بعيدة جدا، والفراغ سيستمر لاشهر طويلة، على اعتبار ان ايصال رئيس من دون موافقة الحزب ليس مطروحا، وفي الاصل غير ممكن بسبب امتلاك “الثنائي الشيعي” لسلاح الميثاقية.وبحسب مصادر مطلعة فإن تنازل حزب الله سياسيا وعن مطالبه الحالية وعن مرشحه الرئاسي، ليس امراً مطروحا لديه، على اعتبار ان رئاسة الجمهورية هي المؤسسة الدستورية الوحيدة التي يمكن للحزب ان يوصل حليفا اليها، في طل انعدام اي امكانية لإيصال حليف الى رئاسة الحكومة او الى حاكمية مصرف لبنان او الى قيادة الجيش.حتى ان الثلث المعطل داخل مجلس الوزراء لم يعد متاحا بسبب الخلاف بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، ما يعيد الحياة السياسية اللبنانية الى ما قبل اتفاق الدوحة ويخرج الحزب نهائيا من اي تأثير  داخل السلطة والمؤسسات الدستورية، وهذا ما قد يكون احد اهم المطالب الاميركية المعلنة منذ ١٧ تشرين عام ٢٠١٩.سيتم خلال الجلسة المقررة لانتخاب الرئيس ايجاد مخرج دستوري او سياسي لتطيير النصاب، قبل انعقادها او ربما بعده، لكن الاكيد ان الاصطفاف السياسي بشكله الحالي قد يتدحرج الى خلاف عميق على الساحة اللبنانية سيكون اشد واخطر من الانقسام الذي شهده لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.