كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”: نبرة سليمان فرنجية مساء امس أوحت بجرعة قوة وتفاؤل يتحضّر بهما لجلسة الاربعاء، مقللاً قلقه من نتائج تصويت الدورة الاولى ما دامت ستقتصر عليها وحدها. بعدها يتفرّق النواب بالطريقة المعتادة: تعذّر وجود 86 نائباً في القاعة لمباشرة اقتراع الدورة الثانية. بذلك تنتهي جلسة 14 حزيران كالتي سبقتها في 19 كانون الثاني الفائت واللواتي سبقتها منذ الاولى في 29 ايلول المنصرم عديمة الجدوى. مع ذلك، مقترناً باصراره على الترشح، لمّح فرنجية الى مفاجآة في الارقام المتداولة سلفاً. بيد ان المفاجأة ليست اكيدة. في ظاهر المنتظر وجود مرشحيْن اثنين فقط. الا ان الورقة البيضاء – لأن الجلسة محكوم عليها سلفاً بالفشل – ستكون كالسابق ثالثة المرشحين.
Advertisement
أضحى من باب لزوم ما لا يلزم التأكيد ان الحقائق الداخلية المطبقة على الاستحقاق لا تقل تأثيراً عن الحقائق الخارجية المتمثلة بالادوار المتفاوتة للاعبين الاقليميين والدوليين كالولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر وايران. احدى ابرز الحقائق الداخلية الصلبة التي افضت الى المعطيات الممهدة لجلسة 14 حزيران، ان ازعور – الذي يُنظر اليه كأنه ذراع اميركية ضد حزب الله – كان الوحيد الذي امكن تقاطع باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عليه. يعرف الاثنان تمام المعرفة ان انتخاب فرنجية رئيساً سيحيلهما كيسيْن سياسييْن. لكل حجته مع ان قاسمهما المشترك الآخر هو العداء الشخصي والسياسي لفرنجية. في حسبان باسيل انه استدرج جعجع الى المرشح الذي كان سبّاقاً الى تسميته وهو ازعور. في المقابل في حسبان رئيس حزب القوات اللبنانية انه استدرج رئيس التيار الوطني الحر الى المواجهة مع حزب الله وليس الاكتفاء بتفكك تحالفهما. بينما يريد جعجع كسر حزب الله واسقاط مرشحه في آن، يفضّل باسيل اسقاط المرشح دونما كسر الحزب.
في صلب المواجهة الحالية، بعدما أخرج السنّة انفسهم من الاصطفاف فيها بكليتهم وإن هم مشتتون على الكتل، واختار وليد جنبلاط الوقوف وراء خيار نجله النائب تيمور لا تقدّمه عليه بالاصرار على الاقتراع لازعور – وهما متفقان سلفاً على رفض انتخاب فرنجية كل لاسباب مختلفة عن الآخر – لا مفر من الاعتقاد بمؤدى المواجهة هذه الى خيارات صعبة ومكلفة لكليْ الطرفين: ايهما يلوي ذراع الآخر ويصرخ اولاً