أن يكلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان بمتابعة الملف اللبناني فهذا يعطي الانطباع ان فرنسا لم تقرر سحب يدها من متابعة الوضع اللبناني والأزمة الرئاسية على وجه الخصوص . وقد يكون من المناسب طرح أسئلة عن مهمة الوزير الفرنسي وما إذا كان هناك من توجه بشأن مبادرة يعمل عليها ام أن المسألة برمتها تتصل بالقرار الثابت لدى فرنسا في الوقوف إلى جانب لبنان .
بالنسبة إلى بعض المراقبين، يأتي هذا التعيين من ضمن قرار الادارة الفرنسية لأعلان التراجع عن دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، حتى وإن ذكر المسؤولون الفرنسيون أن ما من مرشح لهم . وفي المقلب الآخر ثمة من يتحدث أن الموضوع أبعد من ذلك وإن الهدف الأساسي العمل على تجاوز لبنان العوائق امام إتمام إنجاز الانتخابات الرئاسية مع التشديد على الأرادة الشعبية. وفي أغلب الظن أن تكليف لودريان من شأنه إشاعة مناخ عن عدم ترك الأمور من دون حل، وإنما تبقى بعض النقاط التي تحتاج إلى توضيح وابرزها هل ستكون مهمة لودربان متلازمة مع الجهد الداخلي؟ وماذا عن تنسيقه مع الفرقاء في الداخل والخارج؟ما هو ظاهر حتى الآن أن الزيارة المحتملة للمسؤول الفرنسي الى لبنان والمواقف التي تعلن في اعقابها تقدم أجوبة عن حقيقة التحرك الفرنسي الجديد والمهمة التي انيطت بلودريان دون سواه وما إذا كانت صعبة أو سهلة التحقيق.وترى أوساط مراقبة عبر لبنان ٢٤ أن ما من سبب يحول دون قيام وزير الخارجية الفرنسية السابق بزيارة إلى لبنان حتى وإن لم تكن هناك من مبادرة جاهزة أو نهائية لاسيما أن هناك فرصة ليأخذ المنحى الدستوري لأنتخاب رئيس الجمهورية مداه في البرلمان .وفي هذه الأثناء ينكب لودريان على دراسة التقارير الواردة إليه وفي الواقع لم يكن بعيدا عنها بحكم معرفته الدقيقة بكل شاردة وواردة ، معلنة أن من انتقد السياسيين على تخاذلهم في التعاطي بشؤون البلاد قد يعمد إلى هز العصا أكثر من مرة.وتفيد هذه الأوساط أن ما من معلومات دقيقة عن شكل المهمة أو الطرح الذي يمكن أن بتقدم به رئيس الديبلوماسية الفرنسية الذي لن ينفصل تحركه عن العنوان الكبير الذي أكد عليه اللقاء الخماسي في وقت سابق بشأن التعجيل في انتخاب رئيس البلاد ، مشيرة إلى أن ما من ورقة محضرة أيضا أو نواة ورقة لاسيما أن التحرك الفرنسي الجديد لم ينطلق بعد وليس واضحا ما إذا كان هناك من مسعى يتم التحضير له في ضوء هذا التكليف ، معتبرة أن ما قبل جلسة الرابع عشر من حزيران من المستبعد تظهير أي مسعى إلا إذا حصل تطور مفاجىء .وتدعو إلى ترقب ما هو مقبل من تطورات وكيفية قراءتها من الجانب الفرنسي ومن لودريان بالتحديد الذي يدرك تماما التعطيل الذي يمارسه الأفرقاء في اللعبة الرئاسية ومن هنا فإن اقتراحه لأي حوار قد يشكل طرحا، على أن المصادر تؤكد ضرورة عدم استباق الأمور ولتتم الزيارة وعندها يكون الحديث الشافي .قد يعول على تعيين لودريان كموفد شخصي للرئيس الفرنسي إلا أن التجاوب مع مهمته يقع على عاتق الأطراف المحلية على اختلافها والتي أدخلت الاستحقاق الرئاسي في معركة توصف بأنها أكثر من “كسر عضم”.