كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: يؤكد المطلعون على موقف الثنائي الشيعي انّ هذا الاصطفاف المُريب في مواجهته يُعطي انطباعاً بأن المعركة ليست ضد فرنجية وحسب، بل ضد المشروع او الخيار الذي يمثّله «الثنائي» على المستوى الاستراتيجي.
ويلفت هؤلاء الى ان الواقع المُستجد دفعَ «أمل» و«الحزب» الى التمسّك بدعم ترشيح فرنجية أكثر من اي وقت مضى، واستطراداً الإصرار القاطع على منع انتخاب أزعور مهما كلّف الأمر.ويجزم العارفون بأنّ «الحزب» لا يمكنه أن يَتهاوَن او يتساهل في موقفه، وهو الذي يعلم انه اذا نجح خصومه في «كَسرِه» وإمرار أزعور، فإنّ ذلك سيشجعهم لاحقاً على مزيد من التجرؤ طَمَعاً في إجبار الحزب على تقديم تنازلات إضافية في ملفات أخرى، تأسيساً على سابِقة الاستحقاق الرئاسي.ويعتبر المطلعون ان «الحزب» لن يقبل ولن يسمح بأن تؤول رئاسة الجمهورية الى شخصية لا يحبّذها، لأنّ هذا الموقع هو جزء من التوازن الدقيق مع رئاسة الحكومة والمراكز الحيوية الأخرى في الدولة. ومن هنا، يفضّل «الثنائي» وحلفاؤه حصول حوار مُسبق حول سلة متكاملة تكون انتخابات رئاسة الجمهورية إحدى مكوناتها.وفي مقابل الهواجس التي أنتجَتها تركيبة الاصطفاف المُستجد الى جانب أزعور، ووسط تزايد الكلام حول فتورٍ أصابَ العلاقة بين كليمنصو وعين التينة، يقول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لـ«الجمهورية»: «لا شيء يمكنه أن يهزّ علاقتي مع الرئيس نبيه بري».وبينما ستقترع كتلة «اللقاء الديموقراطي» لأزعور، تُشدّد مصادر «اللقاء» على انّ هذا الاقتراع ليس استهدافاً للمكوّن الشيعي ولا يرمي بتاتاً الى عَزله، «إذ نحن نعرف جيداً توازنات هذا البلد وتركيبته، وبالتالي لا جدوى من ان يَعمد أحد الى استهداف أحد، ولذلك أكدنا في سياق دعمنا لأزعور ضرورة التفاهم والتوافق حوله بعيداً مِن نهج التحدي والفرض».َوتلفت المصادر إلى أنّ جنبلاط كان اوّل مَن طرحَ أزعور لرئاسة الجمهورية، «ولذا لا بد من ان نكون مُنسجمين مع أنفسنا في جلسة يوم غد، مع الاشارة الى انه ربما كان من الأفضل لو اعتمَد أزعور تكتيكاً مختلفاً في إدارة ترشيحه».